المفردات في غريب القرآن، ص : ٧١٣
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ [المائدة / ٩٧]. وذو الكَعْبَاتِ : بيت كان في الجاهلية لبني ربيعة، وفلان جالس في كَعْبَتِهِ، أي : غرفته وبيته على تلك الهيئة، وامرأة كاعِبٌ :
تَكَعَّبَ ثدياها، وقد كَعبَتْ كِعَابَةً، والجمع كَوَاعِبُ، قال : وَكَواعِبَ أَتْراباً [النبأ / ٣٣]، وقد يقال : كَعَبَ الثّدي كَعْباً، وكَعَّبَ تَكْعِيباً «١»، وثوب مُكَعَّبٌ : مطويّ شديد الإدراج، وكلّ ما بين العقدتين من القصب والرّمح يقال له :
كَعْبٌ، تشبيها بالكعب في الفصل بين العقدتين، كفصل الكعب بين السّاق والقدم.
كف
الْكَفُّ : كَفُّ الإنسان، وهي ما بها يقبض ويبسط، وكَفَفْتُهُ : أصبت كَفَّهُ، وكَفَفْتُهُ : أصبته بالكفّ ودفعته بها. وتعورف الكفّ بالدّفع على أيّ وجه كان، بالكفّ كان أو غيرها حتى قيل :
رجل مَكْفُوفٌ لمن قبض بصره، وقوله تعالى :
وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ
[سبأ / ٢٨] أي : كافّا لهم عن المعاصي، والهاء فيه للمبالغة كقولهم : راوية، وعلّامة، ونسّابة، وقوله :
وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً
[التوبة / ٣٦] قيل : معناه : كَافِّينَ لهم كما يقاتلونكم كافّين «٢»، وقيل : معناه جماعة كما يقاتلونكم جماعة، وذلك أن الجماعة يقال لهم الكافّة، كما يقال لهم الوازعة لقوّتهم باجتماعهم، وعلى هذا قوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [البقرة / ٢٠٨]، وقوله : فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها
[الكهف / ٤٢] فإشارة إلى حال النادم وما يتعاطاه في حال ندمه. وتَكَفَّفَ الرّجل : إذا مدّ يده سائلا، واسْتَكَفَّ : إذا مدّ كفّه سائلا أو دافعا، واسْتَكَفَّ الشمس : دفعها بكفّه، وهو أن يضع كفّه على حاجبه مستظلّا من الشمس ليرى ما يطلبه، وكِفَّةُ الميزان تشبيه بالكفّ في كفّها ما يوزن بها، وكذا كِفَّةُ الحبالة، وكَفَّفْتُ الثوب : إذا خطت نواحيه بعد الخياطة الأولى.
كفت
الكَفْتُ : القبض والجمع. قال تعالى :
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً
[المرسلات / ٢٥ - ٢٦] أي : تجمع الناس أحياءهم وأمواتهم، وقيل : معناه تضمّ الأحياء التي هي الإنسان والحيوانات والنّبات، والأموات
(١) انظر : اللسان (كعب). [.....]
(٢) قال الزجاج في الآية : وهذا مشتقّ من كفّة الشيء، وهي حرفه، وإنما أخذ من أنّ الشيء إذا انتهى إلى ذلك كفّ عن الزيادة، ولا يجوز أن يثنى ولا يجمع، ولا يقال : قاتلوهم كافات ولا كافين، كما أنك إذا قلت : قاتلوهم عامّة لم تثنّ ولم تجمع، وكذلك خاصّة. هذا مذهب النحويين. انظر : معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٢ / ٤٤٦.