المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٢٧
الشيء كَنّاً : جعلته في كِنٍّ «١»، وخُصَّ كَنَنْتُ بما يستر ببيت أو ثوب، وغير ذلك من الأجسام، قال تعالى : كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ
[الصافات / ٤٩]، كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ [الطور / ٢٤].
وأَكْنَنْتُ : بما يُستَر في النّفس. قال تعالى : أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ [البقرة / ٢٣٥] وجمع الكنّ أَكْنَانٌ. قال تعالى : وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً [النحل / ٨١]. والكِنَانُ :
الغطاء الذي يكنّ فيه الشيء، والجمع أَكِنَّةٌ.
نحو : غطاء وأغطية، قال : وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ [الأنعام / ٢٥]، وقوله تعالى : وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ [فصلت / ٥]. قيل : معناه في غطاء عن تفهّم ما تورده علينا، كما قالوا : يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ الآية [هود / ٩١]، وقوله : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ
[الواقعة / ٧٧ - ٧٨] قيل : عنى بالكتاب الْمَكْنُونِ اللّوح المحفوظ، وقيل : هو قلوب المؤمنين، وقيل : ذلك إشارة إلى كونه محفوظا عند اللّه تعالى، كما قال : وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر / ٩] وسمّيت المرأة المتزوجة كِنَّةً لكونها في كنّ من حفظ زوجها، كما سمّيت محصنة لكونها في حصن من حفظ زوجها، والْكِنَانَةُ : جُعْبة غير مشقوقة.
كند
قوله تعالى : إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
[العاديات / ٦] أي : كفور لنعمته، كقولهم :
أرض كَنُودٌ : إذا لم تنبت شيئا.
كنز
الْكَنْزُ : جعل المال بعضه على بعض وحفظه. وأصله من : كَنَزْتُ التّمرَ في الوعاء، وزمن الْكِنَازُ «٢» : وقت ما يُكْنَزُ فيه التّمر، وناقة كِنَازٌ مُكْتَنِزَةُ اللّحم. وقوله تعالى : وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
[التوبة / ٣٤] أي :
يدّخرونها، وقوله : فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ
[التوبة / ٣٥]، وقوله : لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ
[هود / ١٢] أي : مال عظيم. وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما
[الكهف / ٨٢] قيل : كان صحيفة علم «٣».
كهف
الْكَهْفُ : الغار في الجبل، وجمعه كُهُوفٌ.
قال تعالى : أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ الآية [الكهف / ٩].
كهل
الْكَهْلُ : من وَخَطَهُ الشَّيْبُ، قال : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ
[آل
(١) انظر : تهذيب اللغة ٩ / ٤٥٢، والمجمل ٣ / ٧٦٦، والأفعال ٢ / ١٤١.
(٢) قال ابن السكيت : لم يسمع إلا بالفتح، كالجداد. انظر : إصلاح المنطق ص ١٠٥.
وذكر أبو عبيد عن الأموي : أتيتهم عند الكناز والكناز يعني : حين كنزوا التمر. انظر : تهذيب اللغة ١٠ / ٩٨.
(٣) قال ابن عباس : سمعنا أنّ ذلك الكنز كان علما، فورثا ذلك العلم. الدر المنثور ٥ / ٤٣١.