المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٢٨
عمران / ٤٦] واكْتَهَلَ النّباتُ : إذا شارف اليبوسة مشارفة الْكَهْلِ الشّيبَ، قال :
٤٠٠ -
مؤزّر بهشيم النّبت مُكْتَهِلٌ
«١»
كهن
الْكَاهِنُ : هو الذين يخبر بالأخبار الماضية الخفيّة بضرب من الظّنّ، والعرّاف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك، ولكون هاتين الصّناعتين مبنيّتين على الظّنّ الذي يخطئ ويصيب قال عليه الصلاة والسلام :«من أتى عرّافا أو كَاهِناً فصدّقه بما قال فقد كفر بما أنزل على أبي القاسم» «٢». ويقال : كَهُنَ فلان كهَانَةً :
إذا تعاطى ذلك، وكَهَنَ : إذا تخصّص بذلك، وتَكَهَّنَ : تكلّف ذلك «٣». قال تعالى : وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الحاقة / ٤٢].
كوب
الْكَوْبُ : قدح لا عروة له، وجمعه أَكْوَابٌ.
قال : بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ [الواقعة / ١٨]. والْكُوبَةُ : الطّبل الّذي يُلْعَبُ به.
كيد
الْكَيْدُ : ضرب من الاحتيال، وقد يكون مذموما وممدوحا، وإن كان يستعمل في المذموم أكثر، وكذلك الاستدراج والمكر، ويكون بعض ذلك محمودا، قال : كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ
[يوسف / ٧٦] وقوله : وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
[الأعراف / ١٨٣] قال بعضهم : أراد بالكيد العذاب «٤»، والصّحيح : أنه هو الإملاء والإمهال المؤدّي إلى العقاب كقوله : إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران / ١٧٨] وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ [يوسف / ٥٢] فخصّ الخائنين تنبيها أنه قد يهدي كيد من لم يقصد بكيده خيانة، ككيد يوسف بأخيه، وقوله : لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ
[الأنبياء / ٥٧] أي : لأريدنّ بها سوءا. وقال : فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ [الصافات / ٩٨] وقوله :
فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
[المرسلات / ٣٩]، وقال : كَيْدُ ساحِرٍ [طه / ٦٩]،
(١) البيت يروى :
يضاحك الشمس منها كوكب شرق مؤزّر بعميم النبت مكتهل
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٤٥، واللسان (شرق).
(٢) الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«من أتى كاهنا أو عرّافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلّى اللّه عليه وسلم» أخرجه أحمد ٢ / ٤٢٩، وأبو داود في الطب برقم (٣٩٠٤) (انظر : معالم السنن ٤ / ٢٢٨)، والحاكم ١ / ٨، وقال : صحيح على شرطهما جميعا، والترمذي : باب النهي عن إتيان الحائض (انظر : عارضة الأحوذي ١ / ٢١٧)، وقال الحافظ العراقي في أماليه : حديث صحيح. وانظر : شرح السنة ١٢ / ١٨١.
(٣) انظر : البصائر ٤ / ٣٩٨.
(٤) يروى عن ابن عباس قوله : كيد اللّه العذاب والنقمة. الدر المنثور ٣ / ٦١٨.