المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٣٠
رجلا عرف بالغدر، ثمّ سمّي كلّ غادر به «١»، كما أنّ الهالكيّ كان حدّادا عرف بالحدادة ثمّ سمّي كلّ حدّاد هالكيّا «٢».
كيف
كَيْفَ : لفظ يسأل به عمّا يصحّ أن يقال فيه :
شبيه وغير شبيه، كالأبيض والأسود، والصحيح والسّقيم، ولهذا لا يصحّ أن يقال في اللّه عزّ وجلّ : كيف، وقد يعبّر بِكَيْفَ عن المسئول عنه كالأسود والأبيض، فإنّا نسمّيه كيف، وكلّ ما أخبر اللّه تعالى بلفظة كَيْفَ عن نفسه فهو استخبار على طريق التنبيه للمخاطب، أو توبيخا نحو : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ [البقرة / ٢٨]، كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ [آل عمران / ٨٦]، كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ [التوبة / ٧]، انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ [الإسراء / ٤٨]، فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [العنكبوت / ٢٠]، أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ [العنكبوت / ١٩].
كيل
الْكَيْلُ : كيل الطعام. يقال : كِلْتُ له الطعام :
إذا تولّيت ذلك له، وكِلْتُهُ الطّعام : إذا أعطيته كَيْلًا، واكْتَلْتُ عليه : أخذت منه كيلا. قال اللّه تعالى : وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ
[المطففين / ١ - ٣] وذلك إن كان مخصوصا بالكيل فحثّ على تحرّي العدل في كلّ ما وقع فيه أخذ ودفع. وقوله : فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ [يوسف / ٨٨]، فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ [يوسف / ٦٣]، كَيْلَ بَعِيرٍ
[يوسف / ٦٥] مقدار حمل بعير.
كان
كَانَ «٣» : عبارة عمّا مضى من الزمان، وفي كثير من وصف اللّه تعالى تنبئ عن معنى الأزليّة، قال : وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
[الأحزاب / ٤٠]، وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً
[الأحزاب / ٢٧] وما استعمل منه في جنس الشيء متعلّقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه. نحو قوله في الإنسان : وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً
[الإسراء / ٦٧] وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً [الإسراء / ١٠٠]، وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [الكهف / ٥٤] فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه، وقوله في وصف الشّيطان : وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا

_
(١) في اللسان : كيسان : اسم للغدر، وقال ابن الأعرابي : الغدر يكنى أبا كيسان، وقال كراع : هي طائية. قال : وكلّ هذا من الكيس. اللسان (كيس).
(٢) انظر : مادة (مسخ)، ومادة (هلك).
(٣) وقد نقل أكثر هذا الباب ابن حجر في فتح الباري ١٣ / ٤١٠ في التوحيد.


الصفحة التالية
Icon