المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٢
فرعون : لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى [طه / ٤٤] فإطماع لموسى عليه السلام مع هرون، ومعناه :
فقولا له قولا ليّنا راجيين أن يتذكّر أو يخشى.
وقوله تعالى : فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ [هود / ١٢] أي : يظنّ بك الناس ذلك، وعلى ذلك قوله : فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ [الكهف / ٦]، وقال : وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال / ٤٥] أي : اذكروا اللّه راجين الفلاح، كما قال في صفة المؤمنين :
يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ [الإسراء / ٥٧] «١».
لغب
اللُّغُوبُ : التّعب والنصب. يقال : أتانا ساغبا لَاغِباً «٢»، أي : جائعا تعبا. قال : وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ [ق / ٣٨]. وسهم لَغِبٌ : إذا كان قذذه «٣» ضعيفة، ورجل لَغِبٌ : ضعيف بيّن اللَّغَابَةِ. وقال أعرابيّ : فلان لَغُوبٌ أحمق، جاءته كتابي فاحتقرها. أي : ضعيف الرّأي، فقيل له في ذلك : لم أنّثت الكتاب وهو مذكّر؟ فقال :
أوليس صحيفة «٤».
لغا
اللَّغْوُ من الكلام : ما لا يعتدّ به، وهو الذي يورد لا عن رويّة وفكر، فيجري مجرى اللَّغَا، وهو صوت العصافير ونحوها من الطّيور، قال أبو عبيدة : لَغْوٌ ولَغًا، نحو : عيب وعاب وأنشدهم :
٤٠٧ -
عن اللّغا ورفث التّكلّم
«٥» يقال : لَغِيتُ تَلْغَى. نحو : لقيت تلقى، وقد يسمّى كلّ كلام قبيح لغوا. قال : لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً [النبأ / ٣٥]، وقال : وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص / ٥٥]، لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً [الواقعة / ٢٥]، وقال : وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون / ٣]، وقوله : وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [الفرقان / ٧٢]، أي : كنّوا عن القبيح لم يصرّحوا، وقيل : معناه : إذا صادفوا أهل اللّغو لم يخوضوا معهم. ويستعمل اللغو فيما لا يعتدّ به، ومنه اللَّغْوُ في الأيمان. أي : ما لا عقد عليه، وذلك ما يجري وصلا للكلام بضرب من العادة. قال : لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ [البقرة / ٢٢٥] ومن هذا أخذ الشاعر

_
(١) الزركشي في البرهان ٤ / ٣٩٣، ومادة «لعل» نقلها كلها.
(٢) انظر : أساس البلاغة (لغب)، والمجمل ٣ / ٨١٠.
(٣) القذذ : جمع قذّة، وهي ريش السهم. وللسهم ثلاث قذذ، وهي آذانه. اللسان (قذذ).
(٤) وهذه الرواية حكاها أبو عمرو بن العلاء عن أعرابيّ من أهل اليمن. انظر : اللسان (لغب)، والمجمل ٣ / ٨١٠.
(٥) هذا عجز بيت للعجاج، وصدره :
وربّ أسراب حجيج كظّم
وهو في ديوانه ص ٥٩، واللسان (رفث)، ومجاز القرآن ١ / ٧٠.


الصفحة التالية
Icon