المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٣
فقال :
٤٠٨ -
ولست بمأخوذ بلغو تقوله إذا لم تعمّد عاقدات العزائم
«١» وقوله : لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً
[الغاشية / ١١] أي : لغوا، فجعل اسم الفاعل وصفا للكلام نحو : كاذبة، وقيل لما لا يعتدّ به في الدّية من الإبل : لغو، وقال الشاعر :
٤٠٩ -
كما أَلْغَيْتَ في الدّية الحوارا
«٢» ولَغِيَ بكذا. أي : لهج به لهج العصفور بِلَغَاه. أي : بصوته، ومنه قيل للكلام الذي يلهج به فرقة فرقة : لُغَةٌ.
لفف
قال تعالى : فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً
[الإسراء / ١٠٤] أي : منضمّا بعضكم إلى بعض. يقال : لَفَفْتُ الشيء لَفّاً، وجاءوا ومن لَفَّ لِفَّهُمْ، أي : من انضمّ إليهم، وقوله :
وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً
[النبأ / ١٦] أي : التفّ بعضها ببعض لكثرة الشّجر. قال : وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
[القيامة / ٢٩] والْأَلَفُّ : الذي يتدانى فخذاه من سمنه، والْأَلَفُّ أيضا : السّمين الثقيل البطيء من الناس، ولَفَّ رأسه في ثيابه، والطّائر رأسه تحت جناحه، واللَّفِيفُ من الناس :
المجتمعون من قبائل شتّى، وسمّى الخليل كلّ كلمة اعتلّ منها حرفان أصليّان لفيفا.
لفت
يقال : لَفَتَهُ عن كذا : صرفه عنه. قال تعالى :
قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا
[يونس / ٨٧] أي :
تصرفنا، ومنه : الْتَفَتَ فلان : إذا عدل عن قبله بوجهه، وامرأة لَفُوتٌ : تَلْفِتُ من زوجها إلى ولدها من غيره، واللَّفِيتَةُ : ما يغلظ من العصيدة «٣».
لفح
يقال : لَفَحَتْهُ الشمس والسّموم. قال تعالى :
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ
[المؤمنون / ١٠٤] وعنه استعير : لَفَحَتْهُ بالسّيف.
لفظ
اللَّفْظُ بالكلام مستعار من : لَفْظِ الشيء من الفم، ولَفْظِ الرّحى الدّقيق، ومنه سمّي الدّيك
(١) البيت للفرزدق من قصيدة قالها في قتل قتيبة بن مسلم، وفيها مدح سليمان بن عبد الملك، ومطلعها :
تحنّ بزوراء المدينة ناقتي حنين عجول تبتغي البوّ رائم
وهو في ديوانه ص ٦١١، وطبقات فحول الشعراء ١ / ٣٣٦، والأغاني ١٩ / ١٤.
(٢) البيت لذي الرّمة من قصيدة مطلعها :
نبت عيناك عن طلل بحزوى عفته الريح وامتنح القطارا
وهو في ديوانه ص ٢٧٦، وأمالي القالي ٢ / ١٤٢، واللسان (لغا).
(٣) العصيدة : دقيق يلتّ بالسمن ويطبخ. وقيل : اللفيتة : مرقة تشبه الحيس. انظر : اللسان (لفت) و(عصد)، والمجمل ٣ / ٨١١.