المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٦
[طه / ٨٧]، قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ
[الأعراف / ١١٥]، وقال تعالى : قالَ أَلْقُوا
[الأعراف / ١١٦]، قالَ : أَلْقِها يا مُوسى فَأَلْقاها
[طه / ١٩ - ٢٠]، وقال : فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ [طه / ٣٩]، وَإِذا أُلْقُوا مِنْها [الفرقان / ١٣]، كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ [الملك / ٨]، وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ [الانشقاق / ٤] وهو نحو قوله : وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ [الانفطار / ٤]، ويقال : ألقيت إليك قولا، وسلاما، وكلاما، ومودّة. قال تعالى :
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة / ١]، فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ [النحل / ٨٦]، وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ [النحل / ٨٧]، وقوله :
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا
[المزمل / ٥] فإشارة إلى ما حمّل من النّبوّة والوحي، وقوله :
أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق / ٣٧]، فعبارة عن الإصغاء إليه، وقوله : فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً [طه / ٧٠] فإنما قال :«أُلْقِيَ» تنبيها على أنه دهمهم وجعلهم في حكم غير المختارين.
لمَ
تقول : لَمَمْتُ الشيء : جمعته وأصلحته، ومنه : لَمَمْتُ شعثه. قال تعالى : وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا
[الفجر / ١٩] واللَّمَمُ : مقاربة المعصية، ويعبّر به عن الصّغيرة، ويقال : فلان يفعل كذا لَمَماً. أي : حينا بعد حين، وكذلك قوله : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ [النجم / ٣٢] وهو من قولك :
أَلْمَمْتُ بكذا. أي : نزلت به، وقاربته من غير مواقعة، ويقال : زيارته إِلْمَامٌ. أي : قليلة.
وَ«لَمْ» نفي للماضي وإن كان يدخل على الفعل المستقبل، ويدخل عليه ألف الاستفهام للتّقرير. نحو : أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً [الشعراء / ١٨]، أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى [الضحى / ٦].
لَمَّا يستعمل على وجهين :
أحدهما : لنفي الماضي وتقريب الفعل.
نحو : وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا
[آل عمران / ١٤٢].
والثاني : عَلَماً للظّرف نحو : فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ
[يوسف / ٩٦] أي : في وقت مجيئه، وأمثلتها تكثر.
لمح
اللَّمْحُ : لمعان البرق، ورأيته لَمْحَةَ البرق.
قال تعالى : كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ
[القمر / ٥٠] ويقال : لأرينّك لَمْحاً باصرا «١». أي : أمرا واضحا.

_
(١) هذا مثل يضرب للتوعد والتهدد. انظر : جمهرة الأمثال ٢ / ١٩٩، والمستقصى ٢ / ٢٣٧، والمجمل ٣ / ٧٩٤.


الصفحة التالية
Icon