المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٤٧
لمز
اللَّمْزُ : الاغتياب وتتبّع المعاب. يقال : لَمَزَهُ يَلْمِزُهُ ويَلْمُزُهُ. قال تعالى : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة / ٥٨]، الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
[التوبة / ٧٩]، وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
[الحجرات / ١١] أي : لا تلمزوا الناس فيلمزونكم، فتكونوا في حكم من لمز نفسه، ورجل لَمَّازٌ ولُمَزَةٌ : كثير اللّمز، قال تعالى : وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [الهمزة / ١].
لمس
اللَّمْسُ : إدراك بظاهر البشرة، كالمسّ، ويعبّر به عن الطّلب، كقول الشاعر :
٤١٣ -
وأَلْمِسُهُ فلا أجده
«١» وقال تعالى : وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
[الجن / ٨]، ويكنّى به وبِالْمِلَامَسَةِ عن الجماع، وقرئ :
لامَسْتُمُ
[المائدة / ٦] «٢»، ولَمَسْتُمُ النّساء «٣» حملا على المسّ، وعلى الجماع، «ونهى عليه الصلاة والسلام عن بيع الملامسة» «٤» وهو أن يقول : إذا لَمَسْتَ ثوبي، أو لَمَسْتُ ثوبك فقد وجب البيع بيننا، واللُّمَاسَةُ :
الحاجة المقاربة.
لهب
اللَّهَبُ : اضطرام النار. قال تعالى : لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ [المرسلات / ٣١]، سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ
[المسد / ٣]. واللَّهِيبُ : ما يبدو من اشتعال النار، ويقال للدّخان وللغبار : لَهَبٌ، وقوله : تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد / ١] فقد قال بعض المفسّرين :
إنه لم يقصد بذلك مقصد كنيته التي اشتهر بها، وإنما قصد إلى إثبات النار له، وأنه من أهلها، وسمّاه بذلك كما يسمّى المثير للحرب والمباشر لها : أبا الحرب، وأخا الحرب. وفرس مُلْهِبٌ :
شديد العدو تشبيها بالنّار المُلْتَهَبَةِ، والْأُلْهُوبُ من ذلك، وهو العدو الشّديد، ويستعمل اللُّهَابُ في الحرّ الذي ينال العطشانَ.
(١) هذا عجز بيت، وشطره :
ألام على تبكّيه
وبعده :
وكيف يلام محزون كبير فاته ولده
والبيت في شرح الحماسة للتبريزي ٢ / ١٨٤ دون نسبة، وهو من ثاني الوافر. وفي كشف المشكل ٢ / ٥٠٢.
(٢) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب.
(٣) وبها قرأ حمزة والكسائي وخلف. انظر : الإتحاف ص ١٩١.
(٤) الحديث عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«نهى عن الملامسة والمنابذة» أخرجه البخاري (انظر فتح الباري ٤ / ٣٥٩)، وشرح الزرقاني على الموطأ ٣ / ٣١٥، والنسائي ٧ / ٢٥٩.