المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٧٢
مقت
المَقْتُ : البغض الشديد لمن تراه تعاطى القبيح. يقال : مَقَتَ مَقاتَةً فهو مَقِيتٌ، ومقّته فهو مَقِيتٌ ومَمْقُوتٌ. قال تعالى : إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا [النساء / ٢٢] وكان يسمّى تزوّج الرّجل امرأة أبيه نكاح المقت، وأما المقيت فمفعل من القوت، وقد تقدّم «١».
مكك
اشتقاق مكّة من : تمكّكت العظم : أخرجت مخّه، وامتكّ الفصيل ما في ضرع أمّه، وعبّر عن الاستقصاء بالتّمكّك وروي أنه قال عليه الصلاة والسلام :«لا تمكّوا على غرمائكم» «٢» وتسميتها بذلك لأنها كانت تمكّ من ظلم بها. أي : تدقّه وتهلكه «٣». قال الخليل «٤» : سمّيت بذلك لأنها وسط الأرض كالمخّ الذي هو أصل ما في العظم، والمَكُّوك : طاس يشرب به ويكال كالصّواع.
مكث
المكث : ثبات مع انتظار، يقال : مَكَثَ مكثا.
قال تعالى : فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ [النمل ] [٢٢]، وقرئ : مكث «٥»، قال : إِنَّكُمْ ماكِثُونَ
[الزخرف / ٧٧]، قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا
[القصص / ٢٩].
مكر
المَكْرُ : صرف الغير عمّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان : مكر محمود، وذلك أن يتحرّى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال : وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ
[آل عمران / ٥٤]. ومذموم، وهو أن يتحرّى به فعل قبيح، قال تعالى : وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ [فاطر / ٤٣]، وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الأنفال / ٣٠]، فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ [النمل / ٥١]. وقال في الأمرين : وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً
[النمل / ٥٠] وقال بعضهم : من مكر اللّه إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدّنيا، ولذلك قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه : من وسّع عليه دنياه ولم يعلم أنّه مُكِرَ به فهو مخدوع عن عقله «٦».
مكن
المَكَان عند أهل اللّغة : الموضع الحاوي
(١) راجع : مادة (قوت).
(٢) الحديث أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ٣ / ١٢٢، والفائق ٣ / ٤٢.
(٣) قال ابن منظور : سميت مكة لأنها كانت تمك من ظلم فيها وألحد. أي : تهلكه. قال الراجز :
يا مكة، الفاجر مكّي مكّا ولا تمكّي مذحجا وعكّا
[.....]
(٤) العين ٢ / ٢٨٧.
(٥) وهي قراءة جميع القرّاء إلا عاصما وروحا. الإتحاف ص ٣٣٥.
(٦) انظر : البصائر ٤ / ٥١٦، وتفسير الراغب ورقة ١٣٩.