المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٧٦
ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا [طه / ٨٧] «١» وقرئ بكسر الميم «٢»، ومَلَكْتُ العجينَ : شددت عجنه، وحائط ليس له مِلَاكٌ. أي : تماسك وأما المَلَكُ فالنحويون جعلوه من لفظ الملائكة، وجعل الميم فيه زائدة. وقال بعض المحقّقين :
هو من المِلك، قال : والمتولّي من الملائكة شيئا من السّياسات يقال له : ملك بالفتح، ومن البشر يقال له : ملك بالكسر، فكلّ مَلَكٍ ملائكة وليس كلّ ملائكة ملكا، بل الملك هو المشار إليه بقوله : فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً [النازعات / ٥]، فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً [الذاريات / ٤]، وَالنَّازِعاتِ [النازعات / ١] ونحو ذلك، ومنه : ملك الموت، قال : وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها [الحاقة / ١٧]، عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ [البقرة / ١٠٢]، قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ [السجدة / ١١].
ملأ
المَلَأُ : جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ [البقرة / ٢٤٦]، وقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف / ٦٠]، إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ [القصص / ٢٠]، قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل / ٢٩]، وغير ذلك من الآيات. يقال : فلان مِلْءُ العيونِ. أي : معظّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه : قيل شابّ مَالِئُ العينِ «٣»، والملأ : الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر :
٤٢٧ -
فقلنا أحسني مَلَأً جهينا
«٤» ومَالَأْتُهُ : عاونته وصرت من ملئه. أي :
جمعه. نحو : شايعته. أي : صرت من شيعته، ويقال : هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ : الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال : مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ :
مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال : أعطني ملأه ومِلْأَيْهِ وثلاثة أَمْلَائِهِ.
ملا
الْإِمْلَاءُ : الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر، ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى :
(١) وهي قراءة نافع وعاصم وأبي جعفر.
(٢) وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب، وقرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الميم.
انظر : الإتحاف ص ٣٠٦.
(٣) قال ابن منظور : وشاب مالئ العين : إذا كان فخما حسنا. اللسان (ملأ).
(٤) هذا عجز بيت، وصدره :
تنادوا : يا لبهثة إذ رأونا
وهو لعبد الشارق بن عبد العزى الجهني، وهو في شرح الحماسة ٢ / ٢٠، واللسان (ملأ)، والمجمل ٣ / ٨٣٨، وشرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ٣٠٨، وتفسير الراغب ورقة ١٦٥. [.....]