المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٩١
فَأَنْثَرَهُ : أَلْقَاه على أنفه، والاسْتِنْثَارُ : جعل الماء في النَّثْرة.
نجد
النَّجْد : المكانُ الغليظُ الرّفيعُ، وقوله تعالى :
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ
[البلد / ١٠] فذلك مثلٌ لطريقَيِ الحقِّ والباطلِ في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والجميل والقبيح في الفعال، وبيَّن أنه عرَّفهما كقوله : إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ الآية [الإنسان / ٣]، والنَّجْدُ : اسم صقع، وأَنْجَدَهُ : قَصَدَهُ، ورجل نَجِدٌ ونَجِيدٌ ونَجْدٌ. أي :
قويٌّ شديدٌ بَيِّنُ النَّجدة، واسْتَنْجَدْتُهُ : طلبت نَجْدَتَهُ فَأَنْجَدَنِي. أي : أعانني بنَجْدَتِهِ. أي :
شَجَاعته وقوّته، وربما قيل اسْتَنْجَدَ فلانٌ. أي :
قَوِيَ، وقيل للمكروب والمغلوب : مَنْجُودٌ، كأنه ناله نَجْدَة. أي : شِدَّة، والنَّجْدُ : العَرَق، ونَجَدَهُ الدَّهر «١». أي : قَوَّاه وشدَّده، وذلك بما رأى فيه من التّجرِبَة، ومنه قيل : فلان ابنُ نَجْدَةِ كَذَا «٢»، والنِّجَادُ : ما يُرْفَعُ به البيت، والنَّجَّادُ : مُتَّخِذُهُ، ونِجَادُ السَّيْف : ما يُرْفَع به من السَّيْر، والنَّاجُودُ : الرَّاوُوقُ، وهو شيءٌ يُعَلَّقُ فيُصَفَّى به الشَّرَابُ.
نجس
النَّجاسة : القَذَارة، وذلك ضرْبان : ضرْب يُدْرَك بالحاسّة، وضرْب يُدْرَك بالبصيرة، والثاني وصف اللّهُ تعالى به المشركين فقال : إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ
[التوبة / ٢٨] ويقال :
نَجَّسَهُ. أي : جعله نَجِساً، ونَجَّسَهُ أيضا : أَزَالَ نَجَسَهُ، ومنه تَنْجِيسُ العَرَب، وهو شيءٌ كانوا يفعلونه من تعليق عَوَذَةٍ على الصَّبيِّ ليدفعوا عنه نجاسةَ الشَّيطان، والنَّاجِسُ والنَّجِيسُ : داءٌ خبيثٌ لا دواءَ له.
نجم
أصل النَّجْم : الكوكب الطالع، وجمعه :
نُجُومٌ، ونَجَمَ : طَلَعَ، نُجُوماً ونَجْماً، فصار النَّجْمُ مرّة اسما، ومرّة مصدرا، فَالنُّجُوم مرّة اسما كالقُلُوب والجُيُوب، ومرّة مصدرا كالطُّلوع والغُروب، ومنه شُبِّهَ به طلوعُ النّبات، والرّأي، فقيل : نَجَمَ النَّبْت والقَرْن، ونَجَمَ لي رأي نَجْما ونُجُوماً، ونَجَمَ فلانٌ على السّلطان : صار

_
(١) قال ابن منظور : ونجّده الدهر : عجمه وعلّمه، والذال المعجمة أعلى. اللسان :(نجد).
وقال قدامة بن جعفر : رجل مجرّب، ومنجّذ، ومجذّع، ومحنّك، ومجرّس، ومضرّس، ومدرّب، وموقّر، وممرّس، ومعجّم. جواهر الألفاظ ص ٣٣٣.
(٢) قال ابن فارس : ويقال للدليل الحاذق : هو ابن بجدتها، أي : عالم بالأرض كأنه نشأ بها.
وقال ابن منظور : يقال : هو ابن بجدتها للعالم بالشيء المتقن له المميّز له، وكذلك يقال للدليل الهادي.
وقيل : هو الذي لا يبرح، من قوله : بجد بالمكان : إذا أقام، وهو عالم ببجدة أمرك، وبجدة أمرك، وبجدة أمرك. أي : بدخيلته وبطانته. انظر : المجمل ١ / ١١٦، واللسان (بجد).
وعلى هذا فقول الراغب : فلان ابن نجدة كذا تصحيف، والصواب : ابن بجدة، كما أسلفنا. [استدراك ].


الصفحة التالية
Icon