المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٩٦
اللّذان يخرج منهما النَّخِيرُ نُخْرَتَاهُ، ومِنْخَرَاهُ، والنَّخُورُ : النّاقَةُ التي لا تَدِرُّ أو يُدْخَل الأصبعُ في مِنْخَرِهَا، والنَّاخِرُ : من يَخْرُجُ منه النَّخِيرُ، ومنه :
ما بِالدَّارِ نَاخِرٌ «١».
نخل
النَّخْلُ معروف، وقد يُستعمَل في الواحد والجمع. قال تعالى : كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ
[القمر / ٢٠] وقال : كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ [الحاقة / ٧]، وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ
[الشعراء / ١٤٨]، وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ
[ق / ١٠] وجمعه : نَخِيلٌ، قال : وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ
[النحل / ٦٧] والنَّخْلُ نَخْل الدّقيق بِالْمُنْخُل، وانْتَخَلْتُ الشيءَ : انتقيتُه فأخذْتُ خِيارَهُ.
ندد
نَدِيدُ الشيءِ : مُشارِكه في جَوْهَره، وذلك ضربٌ من المُماثلة، فإنّ المِثْل يقال في أيِّ مشاركةٍ كانتْ، فكلّ نِدٍّ مثلٌ، وليس كلّ مثلٍ نِدّاً، ويقال : نِدُّهُ ونَدِيدُهُ ونَدِيدَتُهُ، قال تعالى :
فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً
[البقرة / ٢٢]، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً [البقرة / ١٦٥]، وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً [فصلت / ٩] وقرئ :(يوم التَّنَادِّ) [غافر / ٣٢] «٢» أي : يَنِدُّ بعضُهم من بعض. نحو : يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [عبس / ٣٤].
ندم
النَّدْمُ والنَّدَامَةُ : التَّحَسُّر من تغيُّر رأي في أمر فَائِتٍ. قال تعالى : فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
[المائدة / ٣١] وقال : عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ
[المؤمنون / ٤٠] وأصله من مُنَادَمَةِ الحزن له. والنَّدِيمُ والنَّدْمَانُ والْمُنَادِمُ يَتَقَارَبُ.
قال بعضهم : المُنْدَامَةُ والمُدَاوَمَةُ يتقاربان. وقال بعضهم : الشَّرِيبَانِ سُمِّيَا نَدِيمَيْنِ لما يتعقّبُ أحوالَهما من النَّدَامَةِ على فعليهما.
ندا
النِّدَاءُ : رفْعُ الصَّوت وظُهُورُهُ، وقد يقال ذلك للصَّوْت المجرَّد، وإيّاه قَصَدَ بقوله : وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً
[البقرة / ١٧١] أي : لا يعرف إلّا الصَّوْت المجرَّد دون المعنى الذي يقتضيه تركيبُ الكلام. ويقال للمركَّب الذي يُفْهَم منه المعنى ذلك، قال تعالى : وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى
[الشعراء / ١٠] وقوله : وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
[المائدة / ٥٨]، أي : دَعَوْتُمْ، وكذلك : إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
[الجمعة / ٩] ونِدَاءُ الصلاة مخصوصٌ في

_
(١) أي : ما بها أحد. انظر : المجمل ٣ / ٨٦٠، والبصائر ٥ / ٣٠.
(٢) وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس والضحاك والأعرج وأبو صالح بتشديد الدال. انظر : البصائر ٥ / ٣١.


الصفحة التالية
Icon