المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٠٧
النَّاسِ، أي : تَنْزِعُ. وقيل : الملائكةُ التي تَعْقِدُ الأمورَ. من قولهم : نَشَطْتُ العُقْدَةَ، وتَخْصِيصُ النَّشْطِ، وهو العَقْدُ الذي يَسْهُلُ حَلُّه تنبيهاً على سهولةِ الأَمْر عليهم، وبئر أَنْشَاطٌ : قريبةُ القَعْرِ يخرُجُ دَلْوُهَا بجَذْبةٍ واحدةٍ، والنَّشِيطَةُ : ما يَنْشَطُ الرئيسُ لِأَخْذِهِ قبلَ القِسْمَة. وقيل : النَّشِيطَةُ مِن الإبلِ : أن يَجِدَها الجيشُ فتساقُ من غير أن يُحْدَى لها، ويقال : نَشَطَتْهُ الحَيَّةُ : نَهَشَتْهُ.
نشأ
النَّشْءُ والنَّشْأَةُ : إِحداثُ الشيءِ وتربيتُهُ. قال تعالى : وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى
[الواقعة / ٦٢]. يقال : نَشَأَ فلان، والنَّاشِئُ يراد به الشَّابُّ، وقوله : إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً
[المزمل / ٦] يريد القيامَ والانتصابَ للصلاة، ومنه : نَشَأَ السَّحابُ لحدوثه في الهواء، وتربيته شيئا فشيئا. قال تعالى : وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ
[الرعد / ١٢] والإنْشَاءُ : إيجادُ الشيءِ وتربيتُهُ، وأكثرُ ما يقال ذلك في الحَيَوانِ.
قال تعالى : قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ
[الملك / ٢٣]، وقال : هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ [النجم / ٣٢]، وقال : ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ
[المؤمنون / ٣١]، وقال : ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ
[المؤمنون / ١٤]، وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ
[الواقعة / ٦١]، ويُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ
[العنكبوت / ٢٠] فهذه كلُّها في الإيجاد المختصِّ باللّه، وقوله تعالى : أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ
[الواقعة / ٧١ - ٧٢] فَلِتشبيه إيجادِ النَّارِ المستخرَجة بإيجادِ الإنسانِ، وقوله : أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ
[الزخرف / ١٨] أي : يُرَبَّى تربيةً كتربيةِ النِّسَاء، وقرئ : يَنْشَأُ «١» أي :
يَتَرَبَّى.
نصب
نَصْبُ الشيءِ : وَضْعُهُ وضعاً ناتئاً كنَصْبِ الرُّمْحِ، والبِنَاء والحَجَرِ، والنَّصِيبُ : الحجارة تُنْصَبُ على الشيءِ، وجمْعُه : نَصَائِبُ ونُصُبٌ، وكان للعَرَبِ حِجَارةٌ تعْبُدُها وتَذْبَحُ عليها. قال تعالى : كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ
[المعارج / ٤٣]، قال : وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ
[المائدة / ٣] وقد يقال في جمعه : أَنْصَابٌ، قال : وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ
[المائدة / ٩٠] والنُّصْبُ والنَّصَبُ : التَّعَبُ، وقرئ : بِنُصْبٍ وَعَذابٍ
[ص / ٤١] و(نَصَبٍ) «٢» وذلك
(١) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب. الإتحاف ص ٣٨٥. [.....]
(٢) وهي قراءة يعقوب. الإتحاف ص ٣٧٢.