المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٠٨
مثل : بُخْلٍ وبَخَلٍ. قال تعالى : لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ
[فاطر / ٣٥] وأَنْصَبَنِي كذا. أي :
أَتْعَبَنِي وأَزْعَجَنِي، قال الشاعرُ :
٤٤٢ -
تَأَوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيْلِ مُنْصِبٌ
«١» وهَمٌّ نَاصِبٌ قيل : هو مثل : عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ «٢»، والنَّصَبُ : التَّعَبُ. قال تعالى : لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً
[الكهف / ٦٢]. وقد نَصِبَ «٣» فهو نَصِبٌ ونَاصِبٌ، قال تعالى :
عامِلَةٌ ناصِبَةٌ
[الغاشية / ٣]. والنَّصِيبُ :
الحَظُّ المَنْصُوبُ. أي : المُعَيَّنُ. قال تعالى :
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ
[النساء / ٥٣]، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ
[آل عمران / ٢٣]، فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ
[الشرح / ٧] ويقال : نَاصَبَهُ الحربَ والعَداوةَ، ونَصَبَ له، وإن لم يُذْكَر الحربُ جَازَ، وتَيْسٌ أَنْصَبُ، وشَاةٌ أو عَنْزَةٌ نَصْبَاءُ : مُنْتَصِبُ القَرْنِ، وناقةٌ نَصْبَاءُ : مُنْتَصِبَةُ الصَّدْرِ، ونِصَابُ السِّكِّين ونَصَبُهُ، ومنه : نِصَابُ الشيءِ : أَصْلُه، ورَجَعَ فلانٌ إلى مَنْصِبِهِ. أي : أَصْلِه، وتَنَصَّبَ الغُبارُ :
ارتَفَع، ونَصَبَ السِّتْرَ : رَفَعَهُ، والنَّصْبُ في الإِعراب معروفٌ، وفي الغِنَاءِ ضَرْبٌ منه.
نصح
النُّصْحُ : تَحَرِّي فِعْلٍ أو قَوْلٍ فيه صلاحُ صاحبِهِ. قال تعالى : لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
[الأعراف / ٧٩]، وقال : وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف / ٢١]، وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ
[هود / ٣٤] وهو من قولهم : نَصَحْتُ له الوُدَّ.
أي : أَخْلَصْتُهُ، ونَاصِحُ العَسَلِ : خَالِصُهُ، أو من قولهم : نَصَحْتُ الجِلْدَ : خِطْتُه، والنَّاصِحُ :
الخَيَّاطُ، والنِّصَاحُ : الخَيْطُ، وقوله : تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً
[التحريم / ٨] فمِنْ أَحَدِ هذين، إِمَّا الإخلاصُ، وإِمَّا الإِحكامُ، ويقال :
نَصُوحٌ ونَصَاحٌ نحو ذَهُوب وذَهَاب، قال :
٤٤٣ -
أَحْبَبْتُ حُبّاً خَالَطَتْهُ نَصَاحَةٌ
«٤»
نصر
النَّصْرُ والنُّصْرَةُ : العَوْنُ. قال تعالى : نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
[الصف / ١٣]، إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ
[النصر / ١]، وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ

_
(١) شطر بيت لطفيل الغنوي، وعجزه :
وجاء من الأخبار ما لا أكذب
والشطر في عمدة الحفاظ (نصب)، دون نسبة، والبيت في الأغاني ١٤ / ٨٧.
(٢) قال الأصمعي : همّ ناصب. أي : ذو نصب، مثل : ليل نائم : ذو نوم ينام فيه. ورجل دارع : ذو درع. اللسان (نصب).
(٣) قال أبو عثمان : نصب نصبا : أعيا من التعب. الأفعال : ٣ / ١٥٢.
(٤) الشطر في عمدة الحفاظ (نصح)، دون نسبة.


الصفحة التالية
Icon