المفردات في غريب القرآن، ص : ٨١٥
[النحل / ١٨]، اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
[البقرة / ٤٠]، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة / ٣]، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
[آل عمران / ١٧٤] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ : إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْعَمَ فلانٌ على فَرَسِهِ. قال تعالى : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة / ٧]، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
[الأحزاب / ٣٧] والنَّعْمَاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى : وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
[هود / ١٠] والنُّعْمَى نقيضُ البُؤْسَى، قال : إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ
[الزخرف / ٥٩] والنَّعِيمُ : النِّعْمَةُ الكثيرةُ، قال :
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
[يونس / ٩]، وقال :
جَنَّاتِ النَّعِيمِ [لقمان / ٨] وَتَنَعَّمَ : تَنَاوَلَ ما فيه النِّعْمَةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال : نَعَّمَهُ تَنْعِيماً فَتَنَعَّمَ. أي : جَعَلَهُ في نِعْمَةٍ. أي : لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال : فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
[الفجر / ١٥] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَةٌ. [و النَّعَمُ مختصٌّ بالإبل ]، وجمْعُه : أَنْعَامٌ، [و تسميتُهُ بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل ] «١». قال : وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ
[الزخرف / ١٢]، وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام / ١٤٢]، وقوله : فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ [يونس / ٢٤] فَالْأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى : الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ : سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ : المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ : من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر :
٤٤٩ -
وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي
«٢» فقد قيل : أراد رِجْلَهُ، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل : النَّعَامَةُ بَاطِنُ القَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلّا من قولهم :
ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَعَّمَ فُلَانٌ : إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّعْمَةِ.
و«نِعْمَ» كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في

_
(١) ما بين [] نقله البغدادي في الخزانة ١ / ٤٠٨.
(٢) هذا عجز بيت، وشطره :
ويكون مركبك القعود ورحله
وهو لعنترة في ديوانه ص ٣٣، والمجمل ٣ / ٨٧٤. وقيل : هو لخرز بن لوذان.


الصفحة التالية
Icon