المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٢٠
النَّارِ
[النساء / ١٤٥] ونَيْفَقُ السَّرَاوِيلِ معروفٌ «١».
نفل
النَّفَلُ قيل : هو الغَنِيمَةُ بعَيْنِهَا لكن اختلفتِ العبارةُ عنه لاختلافِ الاعْتِبَارِ، فإنه إذا اعتُبِر بكونه مظفوراً به يقال له : غَنِيمَةٌ، وإذا اعْتُبِرَ بكونه مِنْحَةً من اللّه ابتداءً من غير وجوبٍ يقال له : نَفَلٌ، ومنهم من فَرَقَ بينهما من حيثُ العمومُ والخصوصُ، فقال : الغَنِيمَةُ ما حَصَلَ مسْتَغْنَماً بِتَعَبٍ كان أو غَيْرِ تَعَبٍ، وباستحقاقٍ كان أو غيرِ استحقاقٍ، وقبل الظَّفَرِ كان أو بَعْدَهُ. والنَّفَلُ : ما يَحْصُلُ للإنسانِ قبْلَ القِسْمَةِ من جُمْلَةِ الغَنِيمَةِ، وقيل : هو ما يَحْصُلُ للمسلمين بغير قتالٍ، وهو الفَيْءُ «٢»، وقيل هو ما يُفْصَلُ من المَتَاعِ ونحوه بَعْدَ ما تُقْسَمُ الغنائمُ، وعلى ذلك حُمِلَ قولُه تعالى : يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ
الآية [الأنفال / ١]، وأصل ذلك من النَّفْلِ. أي : الزيادةِ على الواجبِ، ويقال له : النَّافِلَةُ. قال تعالى : وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ
[الإسراء / ٧٩]، وعلى هذا قوله : وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً [الأنبياء / ٧٢] وهو وَلَدُ الوَلَدِ، ويقال :
نَفَلْتُهُ كذا. أي : أعطيْتُهُ نَفْلًا، ونَفَلَهُ السّلطانُ :
أعطاه سَلَبَ قَتِيلِهِ نَفْلًا. أي : تَفَضُّلًا وتبرُّعاً، والنَّوْفَلُ : الكثيرُ العَطَاءِ، وانْتَفَلْتُ من كذا :
انْتَقَيْتُ منه.
نقب
النَّقْبُ في الحائِطِ والجِلْدِ كالثَّقْبِ في الخَشَبِ، يقال : نَقَبَ البَيْطَارُ سُرَّةَ الدَّابَّةِ بالمِنْقَبِ، وهو الذي يُنْقَبُ به، والمَنْقَبُ : المكانُ الذي يُنْقَبُ، ونَقْبُ الحائط، ونَقَّبَ القومُ :
سَارُوا. قال تعالى : فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ
[ق / ٣٦] وكلب نَقِيبٌ : نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ لِيَضْعُفَ صَوْتُه. والنَّقْبَة : أوَّلُ الجَرَبِ يَبْدُو، وجمْعُها : نُقَبٌ، والنَّاقِبَةُ : قُرْحَةٌ، والنُّقْبَةُ :
ثَوْبٌ كالإِزَارِ سُمِّيَ بذلك لِنُقْبَةٍ تُجْعَلُ فيها تِكَّةٌ، والمَنْقَبَةُ : طريقٌ مُنْفِذٌ في الجِبَالِ، واستُعِيرَ لفعل الكريمِ، إما لكونه تأثيراً له، أو لكونه مَنْهَجاً في رَفْعِهِ، والنَّقِيبُ : الباحثُ عن القوم وعن أحوالهم، وجمْعه : نُقَبَاءُ، قال : وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً
[المائدة / ١٢].
نقذ
الإِنْقَاذُ : التَّخْلِيصُ من وَرْطَةٍ. قال تعالى :
وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها

__
(١) نيفق السراويل هو الموضع المتسع منه. وهو فارسي معرّب. اللسان (نفق).
(٢) قال أحمد البدوي الشنقيطي في نظم مغازي النبي صلّى اللّه عليه وسلم :
وفيئهم، والفيء في الأنفال ما لم يكن أخذ عن قتال
أمّا الغنيمة ففي الزحاف والقتل عنوة لدى الزحاف.


الصفحة التالية
Icon