المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٤٨
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ [المؤمنون / ٣٦] قال الزجاج : البعد لما توعدون «١»، وقال غيره : غلط الزجاج واستهواه اللام، فإن تقديره بعد الأمر والوعد لما توعدون. أي : لأجله، وفي ذلك لغات : هَيْهَاتَ وهَيْهَاتِ وهَيْهَاتاً وهَيْهَا، وقال الفسويّ «٢» : هَيْهَاتِ بالكسر، جمع هَيْهَاتَ بالفتح.
هاج
يقال : هَاجَ البقل يَهِيجُ : اصفرّ وطاب، قال عزّ وجلّ : ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا [الزمر / ٢١] وأَهْيَجَتِ الأرضُ : صار فيها كذلك، وهَاجَ الدّم والفحل هَيْجاً وهَيَاجاً، وهَيَّجَتِ الشّرّ والحرب، والْهَيْجَاءُ : الحرب وقد يقصر، وهَيَّجْتُ البعيرَ : أَثَرْتُهُ.
هيم
يقال : رجل هَيْمَانُ، وهَائِمٌ : شديد العطش، وهَامَ على وجهه : ذهب، وجمعه : هِيمٌ، قال تعالى : فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ [الواقعة / ٥٥] والْهُيَامُ : داء يأخذ الإبل من العطش، ويضرب به المثل فيمن اشتدّ به العشق، قال :
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ
[الشعراء / ٢٢٥] أي : في كلّ نوع من الكلام يغلون في المدح والذّمّ، وسائر الأنواع المختلفات، ومنه : الْهَائِمُ على وجهه المخالف للقصد الذاهب على وجهه، وهَامَ : ذهب في الأرض، واشتدّ عشقه، وعطش، والْهِيمُ : الإبل العطاش، وكذلك الرّمال تبتلع الماء، والْهِيَامُ من الرمل :
اليابس، كأنّ به عطشا.
هان
الْهَوَانُ على وجهين :
أحدهما : تذلّل الإنسان في نفسه لما لا يلحق به غضاضة، فيمدح به نحو قوله : وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان / ٦٣] ونحو ما روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم :
«المؤمن هَيِّنٌ ليّن» «٣».
الثاني : أن يكون من جهة متسلّط مستخفّ به

_
(١) عبارة الزّجاج : فمن قال : هيهات ما قلت، فمعناه : البعد ما قلت، ومن قال : هيهات لما قلت، فمعناه : البعد لقولك. وبذا يظهر تصرف المؤلف بالعبارة. انظر : معاني القرآني للزجاج ٤ / ١٣. [.....]
(٢) هو أبو علي الفارسي، وعبارته : ألا ترى أنّ من فتح هيهات في الواحد قال في جمعه : هيهات فكسر، فجعله في كسر التاء في جمعه بمنزلة ما كان الواحد منه منصوبا. المسائل الحلبيات ص ٣٠٩.
(٣) عن مكحول مرسلا قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ». أخرجه ابن المبارك في الزهد ص ١٣٠، والبغوي في شرح السنة ١٣ / ٨٦، وأحمد في الزهد ص ٤٦٣ من قول مكحول، ومثله أبو نعيم في الحلية ٥ / ١٨٠.
وقال العجلوني : أخرجه البيهقي والقضاعي والعسكري عن ابن عمر مرفوعا. انظر : كشف الخفاء ٢ / ٢٩٠.


الصفحة التالية
Icon