المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٥٧
وأحمق ما يتوجّه به : كناية عن الجهل بالتّفرّط، وأحمق ما يتوجّه «١»، بفتح الياء وحذف به عنه، أي : لا يستقيم في أمر من الأمور لحمقه، والتّوجيه في الشّعر : الحرف الذي بين ألف التأسيس وحرف الرّويّ «٢».
وجف
الوجيف : سرعة السّير، وأوجفت البعير :
أسرعته. قال تعالى : فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ
[الحشر / ٦] وقيل : أدلّ فأمّل، وأوجف فأعجف، أي : حمل الفرس على الإسراع فهزله بذلك، قال تعالى : قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ
[النازعات / ٨] أي : مضطربة كقولك : طائرة وخافقة، ونحو ذلك من الاستعارات لها.
وحد
الوحدة : الانفراد، والواحد في الحقيقة هو الشيء الذي لا جزء له البتّة، ثمّ يطلق على كلّ موجود حتى إنه ما من عدد إلّا ويصحّ أن يوصف به، فيقال : عشرة واحدة، ومائة واحدة، وألف واحد، فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستّة أوجه :
الأوّل ما كان واحدا في الجنس، أو في النّوع كقولنا : الإنسان والفرس واحد في الجنس، وزيد وعمرو واحد في النّوع.
الثاني : ما كان واحدا بالاتّصال، إمّا من حيث الخلقة كقولك : شخص واحد، وإمّا من حيث الصّناعة، كقولك : حرفة واحدة.
الثالث : ما كان واحدا لعدم نظيره، إمّا في الخلقة كقولك : الشّمس واحدة، وإمّا في دعوى الفضيلة كقولك : فلان واحد دهره، وكقولك :
نسيج وحده.
الرابع : ما كان واحدا لامتناع التّجزّي فيه، إمّا لصغره كالهباء، وإمّا لصلابته كالألماس.
الخامس : للمبدإ، إمّا لمبدإ العدد كقولك :
واحد اثنان، وإمّا لمبدإ الخطّ كقولك : النّقطة الواحدة. والوحدة في كلّها عارضة، وإذا وصف اللّه تعالى بالواحد فمعناه : هو الذي لا يصحّ عليه التّجزّي ولا التكثّر «٣»، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى : وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ [الزمر / ٤٥]،

_
(١) قال ابن فارس : ويقولون : أحمق ما يتوجه. أي : ما يحسن أن يأتي الغائط. المجمل ٣ / ٩١٧.
(٢) انظر : المجمل ٣ / ٩١٧.
(٣) انظر : الأسماء والصفات ص ٢٩، والمنهاج في شعب الإيمان ١ / ١٨٩.
ذكر المؤلف أنّ الواحد يستعمل على ستة أوجه، ثم ذكر منها خمسة فقط، وكذا نقله عنه الفيروزآبادي في البصائر ٥ / ١٧٠، ولم يذكر السادس، وكذا السمين في العمدة.


الصفحة التالية
Icon