المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٦٢
وقيل : وَدَقَتِ الدّابّةُ واسْتَوْدَقَتْ، وأتانٌ وَدِيقٌ ووَدُوقٌ : إذا أَظْهَرَتْ رطوبةً عند إرادة الفحل، والْمَوْدِقُ : المكان الذي يَحْصُلُ فيه الْوَدَقُ، وقول الشاعر :
٤٥٩ -
تعفّي بذيل المرط إذ جئت مَوْدِقِي
«١» تعفّي أي : تزيل الأثر، والمرط : لباس النّساء فاستعارة، وتشبيه لأثر موطئ القدم بأثر موطئ المطر.
وادي
قال تعالى : إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ
[طه / ١٢] أصل الوَادِي : الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سُمِّيَ المَفْرَجُ بين الجبلين وَادِياً، وجمعه : أَوْدِيَةٌ، نحو : ناد وأندية، وناج وأنجية، ويستعار الوَادِي للطّريقة كالمذهب والأسلوب، فيقال : فلان في وَادٍ غير وَادِيكَ. قال تعالى :
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ [الشعراء / ٢٢٥] فإنه يعني أساليب الكلام من المدح والهجاء، والجدل والغزل «٢»، وغير ذلك من الأنواع. قال الشاعر : ٤٦٠ -
إذا ما قطعنا وَادِياً من حديثنا إلى غيره زدنا الأحاديث وادياً
«٣» وقال عليه الصلاة والسلام :«لو كان لابن آدم وَادِيَانِ من ذهب لابتغى إليهما ثالثا» «٤»، وقال تعالى : فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها
[الرعد / ١٧] أي : بقَدْرِ مياهها. ويقال : وَدِيَ يَدِي، وكنّي بِالْوَدْي عن ماء الفحل عند الملاعبة، وبعد البول فيقال فيه : أَوْدَى نحو : أَمْذَى، وأَمْنَى. ويقال :
وَدَى وأَوْدَى، ومَنَى وأَمْنَى، والوَدِيُّ : صغار الفسيل اعتبارا بسيلانه في الطّول، وأَوْدَاهُ :
أهلكه كأنه أسال دمه، ووَدَيْتُ القتيلَ : أعطيت دِيَتَهُ، ويقال لما يعطى في الدّم : دِيَةٌ. قال تعالى : فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ
[النساء / ٩٢].
وذر
[يقال : فلان يَذَرُ الشي ءَ. أي : يقذفه لقلّة اعتداده به ]، ولم يستعمل ماضيه. قال تعالى :
قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا
[الأعراف / ٧٠]، وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ
(١) هذا عجز بيت لامرئ القيس، وصدره :
دخلت على بيضاء جمّ عظامها
وهو في ديوانه ص ١٠٥، والمجمل ٣ / ٩٢١.
(٢) انظر : البصائر ٥ / ١٩٢.
(٣) لم أجده.
(٤) عن ابن عباس يقول : سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول :«لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب اللّه على من تاب» أخرجه البخاري ١١ / ٢٥٣ باب ما يتقى من فتنة المال، ومسلم برقم (١٠٤٦).