المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٦٣
[الأعراف / ١٢٧]، فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ
[الأنعام / ١١٢]، وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا
[البقرة / ٢٧٨] إلى أمثاله وتخصيصه في قوله :
وَيَذَرُونَ أَزْواجاً
[البقرة / ٢٣٤]، ولم يقل :
يتركون ويخلّفون، فإنه يذكر فيما بعد هذا الكتاب إن شاء اللّه. [و الوَذَرَةُ : قطعة من اللّحم، وتسميتها بذلك لقلة الاعتداد بها نحو قولهم فيما لا يعتدّ به : هو لحم على وضم ] «١».
ورث
الوِرَاثَةُ والإِرْثُ : انتقال قنية إليك عن غيرك من غير عقد، ولا ما يجري مجرى العقد، وسمّي بذلك المنتقل عن الميّت فيقال للقنيةِ المَوْرُوثَةِ :
مِيرَاثٌ وإِرْثٌ. وتُرَاثٌ أصله وُرَاثٌ، فقلبت الواو ألفا وتاء، قال تعالى : وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ
[الفجر / ١٩] وقال عليه الصلاة والسلام :«اثبتوا على مشاعركم فإنّكم على إِرْثِ أبيكم» «٢» أي :
أصله وبقيّته، قال الشاعر :
٤٦١ -
فينظر في صحف كالرّيا ط فيهنّ إِرْثٌ كتاب محيّ
«٣» ويقال : وَرِثْتُ مالًا عن زيد، ووَرِثْتُ زيداً :
قال تعالى : وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ
[النمل / ١٦]، وَوَرِثَهُ أَبَواهُ
[النساء / ١١]، وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ
[البقرة / ٢٣٣] ويقال :
أَوْرَثَنِي الميّتُ كذا، وقال : وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً
[النساء / ١٢] وأَوْرَثَنِي اللّهُ كذا، قال : وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ
[الشعراء / ٥٩]، وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ [الدخان / ٢٨]، وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ
[الأحزاب / ٢٧]، وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ
الآية [الأعراف / ١٣٧]، وقال :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً
[النساء / ١٩] ويقال لكلّ من حصل له شيء من غير تعب : قد وَرِثَ كذا، ويقال لمن خُوِّلَ شيئا مهنّئا : أُورِثَ، قال تعالى : وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها
[الزخرف / ٧٢]، أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ
[المؤمنون / ١٠ - ١١] وقوله : وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
[مريم / ٦] فإنه يعني وِرَاثَةَ النّبوّةِ والعلمِ، والفضيلةِ دون المال، فالمال لا قدر له عند الأنبياء حتى يتنافسوا فيه، بل قلّما يقتنون المال ويملكونه، ألا ترى أنه قال عليه الصلاة
(١) ما بين [] نقله الزركشي في البرهان ٣ / ٤٥٣.
(٢) الحديث عن يزيد بن شيبان قال : كنا وقوفا من وراء الموقف موقفا تباعده عمرو من الإمام. قال : فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال : إنى رسول اللّه إليكم يقول : كونوا على مشاعركم هذه، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم.
أخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٤٦٢ وقال : صحيح الإسناد، وأقرّه الذهبي، وأبو داود (انظر معالم السنن ٢ / ٢٠٢)، والترمذي، وقال : حسن صحيح (عارضة الأحوذي ٤ / ١١٥)، والنسائي ٥ / ٢٥٥.
(٣) البيت في عمدة الحفاظ (ورث) دون نسبة، وهو لأبي ذؤيب الهذلي. انظر شرح أشعار الهذليين ١ / ٩٩.