المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٦٥
لم يحاسبه اللّه في الآخرة» «١».
ورد
الوُرُودُ أصله : قصد الماء، ثمّ يستعمل في غيره. يقال : وَرَدْتُ الماءَ أَرِدُ وُرُوداً، فأنا وَارِدٌ، والماءُ مَوْرُودٌ، وقد أَوْرَدْتُ الإبلَ الماءَ. قال تعالى : وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ
[القصص / ٢٣] والوِرْدُ : الماءُ المرشّحُ للوُرُودِ، والوِرْدُ : خلافُ الصّدر، والوِرْدُ. يومُ الحمّى إذا وَرَدَتْ، واستعمل في النار على سبيل الفظاعة. قال تعالى : فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ
[هود / ٩٨]، إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً
[مريم / ٨٦]، أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ
[الأنبياء / ٩٨]، ما وَرَدُوها
[الأنبياء / ٩٩]. والوَارِدُ : الذي يتقدّم القوم فيسقي لهم. قال تعالى : فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ
[يوسف / ١٩] أي : ساقيهم من الماء المَوْرُودِ، ويقال لكلّ من يَرِدُ الماءَ وَارِدٌ، وقوله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها
[مريم / ٧١] فقد قيل منه : وَرَدْتُ ماءَ كذا : إذا حضرته، وإن لم تشرع فيه، وقيل : بل يقتضي ذلك الشّروع ولكن من كان من أولياء اللّه والصالحين لا يؤثّر فيهم بل يكون حاله فيها كحال إبراهيم عليه السلام حيث قال : قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ [الأنبياء / ٦٩] والكلام في هذا الفصل إنما هو لغير هذا النحو الذي نحن بصدده الآن. ويعبّر عن المحموم بالمَوْرُودِ، وعن إتيان الحُمَّى بالوِرْدِ، وشعرٌ وَارِدٌ : قد وَرَدَ العَجُزَ أو المتنَ، والوَرِيدُ : عرقٌ يتّصل بالكبد والقلب، وفيه مجاري الدّم والرّوح. قال تعالى : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق / ١٦] أي : من روحه. والوَرْدُ : قيل : هو من الوَارِدِ، وهو الذي يتقدم إلى الماء، وتسميته بذلك لكونه أوّل ما يَرِدُ من ثمار السّنة، ويقال لنَوْرِ كلِّ شجرٍ : وَرْدٌ، ويقال : وَرَّدَ الشّجرُ : خرج نَوْرُهُ، وشبّه به لون الفرس، فقيل : فرسٌ وَرْدٌ، وقيل في صفة السماء إذا احمرّت احمراراً كالوَرْدِ أمارةً للقيامة. قال تعالى : فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ
[الرحمن / ٣٧].
ورق
وَرَقُ الشّجرِ. جمعه : أَوْرَاقٌ، الواحدة :
وَرَقَةٌ. قال تعالى : وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها [الأنعام / ٥٩]، ووَرَّقْتُ الشّجرةَ :
أخذت وَرَقَهَا، والوَارِقَةُ : الشّجرةُ الخضراءُ الوَرَقِ الحسنةُ، وعامٌ أَوْرَقُ : لا مطر له، وأَوْرَقَ فلانٌ :
إذا أخفق ولم ينل الحاجة، كأنه صار ذا وَرَقٍ بلا ثمر، ألا ترى أنه عبّر عن المال بالثّمر في قوله :
وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ [الكهف / ٣٤] قال ابن عباس

_
(١) الخبر تقدّم في مادة (حسب).


الصفحة التالية
Icon