المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٧١
قوله : الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه / ٥٠] ووَسِعَ الشّيءُ : اتَّسَعَ. والوُسْعُ :
الجدةُ والطّاقةُ، ويقال : ينفق على قدر وُسْعِهِ.
وأَوْسَعَ فلانٌ : إذا كان له الغنى، وصار ذا سَعَةٍ، وفرس وَسَاعُ الخطوِ : شديد العدو.
وسق
الوَسْقُ : جمع المتفرّق. يقال : وَسَقْتُ الشيءَ : إذا جمعته، وسمّي قدر معلوم من الحمل كحمل البعير وَسْقاً، وقيل : هو ستّون صاعا «١»، وأَوْسَقْتُ البعيرَ : حمّلته حِمله، وناقة وَاسِقٌ، ونوق مَوَاسِيقُ. إذا حملت. ووَسَّقْتُ الحنطةَ : جعلتها وَسْقاً، ووَسِقَتِ العينُ الماءَ :
حملته، ويقولون : لا أفعله ما وَسَقَتْ عيني الماءَ «٢». وقوله : وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ
[الانشقاق / ١٧] قيل : وما جمع من الظّلام، وقيل : عبارة عن طوارق اللّيل، ووَسَقْتُ الشيءَ : جمعته، والوَسِيقَةُ الإبلُ المجموعةُ كالرُّفْقة من الناس، والاتِّسَاقُ : الاجتماع والاطّراد. قال اللّه تعالى : وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ
[الانشقاق / ١٨].
وسل
الوَسِيلَةُ : التّوصّل إلى الشيء برغبة وهي أخصّ من الوصيلة، لتضمّنها لمعنى الرّغبة. قال تعالى : وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ [المائدة / ٣٥] وحقيقةُ الوَسِيلَةِ إلى اللّه تعالى : مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحرّي مكارم الشّريعة، وهي كالقربة، والوَاسِلُ : الرّاغب إلى اللّه تعالى، ويقال إنّ التَّوَسُّلَ في غير هذا : السّرقة، يقال :
أخذ فلان إبل فلان تَوَسُّلًا. أي : سرقة.
وسم
الوَسْم ُ : التأثير، والسِّمَةُ : الأثرُ. يقال :
وَسَمْتُ الشيءَ وَسْماً : إذا أثّرت فيه بِسِمَةٍ، قال تعالى : سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
[الفتح / ٢٩]، وقال : تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ
[البقرة / ٢٧٣]، وقوله : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ
[الحجر / ٧٥]، أي :
للمعتبرين العارفين المتّعظين، وهذا التَّوَسُّمُ هو الذي سمّاه قوم الزَّكانةَ، وقوم الفراسة، وقوم الفطنة. قال عليه الصلاة والسلام :«اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه» «٣» وقال تعالى :
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ
[القلم / ١٦]، أي :
نعلّمه بعلامة يعرف بها كقوله : تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [المطففين / ٢٤]، والوَسْمِيُّ : ما يَسِمُ من المطر الأوّل بالنّبات.

_
(١) وهو المتعارف عليه عند الفقهاء.
(٢) انظر : المجمل ٥ / ٩٢٥، واللسان (وسق). [.....]
(٣) الحديث عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور اللّه» أخرجه الطبراني، وإسناده حسن. انظر : مجمع الزوائد ١٠ / ٢٧١.


الصفحة التالية
Icon