المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٨٢
وكد
وَكَّدْتُ القولَ والفعلَ، وأَكَّدْتُهُ : أحكمته. قال تعالى : وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها
[النحل / ٩١] والسّير الذي يشدّ به القربوس «١» يسمّى التَّأْكِيدَ، ويقال : تَوْكِيدٌ، والوَكَادُ : حبل يشدّ به البقر عند الحلب، قال الخليل «٢» : أَكَّدْتُ في عقد الأيمان أجود، ووَكَّدْتُ في القول أجود، تقول إذا عقدت : أَكَّدْتُ، وإذا حلفت وَكَّدْتُ ووَكَّدَ وَكْدَهُ : إذا قصد قصده وتخلّق بخلقه.
وكز
الوَكْزُ : الطّعن، والدّفع، والضّرب بجميع الكفّ. قال تعالى : فَوَكَزَهُ مُوسى
[القصص / ١٥].
وكل
التَّوْكِيلُ : أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك، والوَكِيلُ فعيلٌ بمعنى المفعول. قال تعالى : وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا
[النساء / ٨١] أي : اكتف به أن يتولّى أمرك، ويَتَوَكَّلَ لك، وعلى هذا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
[آل عمران / ١٧٣]، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ
[الأنعام / ١٠٧]، أي : بِمُوَكَّلٍ عليهم وحافظ لهم، كقوله : لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى [الغاشية / ٢٢ - ٢٣] فعلى هذا قوله تعالى : قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام / ٦٦]، وقوله : أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْه ِ وَكِيلًا
[الفرقان / ٤٣]، أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
[النساء / ١٠٩] أي : من يَتَوَكَّلُ عنهم؟ والتَّوَكُّلُ يقال على وجهين، يقال :
تَوَكَّلْتُ لفلان بمعنى : تولّيت له، ويقال : وَكَّلْتُهُ فَتَوَكَّلَ لي، وتَوَكَّلْتُ عليه بمعنى : اعتمدته قال عزّ وجلّ : فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
[التوبة / ٥١]، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
[الطلاق / ٣]، رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا
[الممتحنة / ٤]، وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا
[المائدة / ٢٣]، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا
[النساء / ٨١]، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [هود / ١٢٣]، وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان / ٥٨]. وواكلَ فلانٌ : إذا ضيّع أمره مُتَّكِلًا على غيره، وتَوَاكَلَ القومُ : إذا اتَّكَلَ كلٌّ على الآخر، ورجلٌ وُكَلَةٌ تُكَلَةٌ : إذا اعتمد غيرَهُ في أمره، والوَكَالُ في الدابّة : أن لا يمشي إلّا بمشي غيره، وربّما فسّر الوَكِيلُ بالكفيل، والوَكِيلُ أعمّ، لأنّ كلّ كفيل وَكِيلٌ، وليس كلّ وَكِيلٍ كفيلا.
ولج
الوُلُوجُ : الدّخول في مضيق. قال تعالى :
(١) القربوس : حنو السّرج، وجمعه قرابيس. اللسان (قربس).
(٢) انظر : العين ٥ / ٣٩٥.