المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٨٣
حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ
[الأعراف / ٤٠]، وقوله : يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ
[الحج / ٦١] فتنبيه على ما ركّب اللّه عزّ وجلّ عليه العالم من زيادة الليل في النهار، وزيادة النهار في الليل، وذلك بحسب مطالع الشمس ومغاربها. والوَلِيجَةُ :
كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمدا عليه، وليس من أهله، من قولهم : فلان وَلِيجَةٌ في القوم : إذا لحق بهم وليس منهم، إنسانا كان أو غيره. قال تعالى : وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً
[التوبة / ١٦] وذلك مثل قوله :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ [المائدة / ٥١] ورجل خرجة وَلِجَةٌ «١» : كثير الخروج والوُلُوجِ.
وكأ
الوِكَاءُ : رباط الشيء، وقد يجعل الوِكَاءُ اسما لما يجعل فيه الشيء فيشدّ به، ومنه أَوْكَأْتُ فلاناً : جعلت له مُتَّكَأً، وتَوَكَّأَ على العصا : اعتمد بها وتشدّد بها. قال تعالى : هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها
[طه / ١٨]، وفي الحديث :«كان يُوكِي بين الصّفا والمروة» «٢» قال معناه : يملأ ما بينهما سعيا كما يُوكَى السِّقَاءُ بعد الملء، ويقال :
أَوْكَيْتُ السِّقَاءَ ولا يقال أَوْكَأْتُ.
ولد
الوَلَدُ : المَوْلُودُ. يقال للواحد والجمع والصّغير والكبير. قال اللّه تعالى : فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ
[النساء / ١١]، أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ [الأنعام / ١٠١] ويقال للمتبنّى وَلَدٌ، قال : أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً [القصص / ٩] وقال : وَوالِدٍ وَما وَلَدَ
[البلد / ٣] قال أبو الحسن : الوَلَدُ : الابن والابنة، والوُلْدُ هُمُ الأهلُ والوَلَدُ. ويقال : وُلِدَ فلانٌ. قال تعالى : وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ [مريم / ٣٣]، وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ
[مريم / ١٥] والأب يقال له وَالِدٌ، والأمّ وَالِدَةٌ، ويقال لهما وَالِدَانِ، قال : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ
[نوح / ٢٨] والوَلِيدُ يقال لمن قرب عهده بالوِلَادَةِ وإن كان في الأصل يصحّ لمن قرب عهده أو بعد، كما يقال لمن قرب عهده بالاجتناء : جنيّ، فإذا كبر الوَلَدُ سقط عنه هذا الاسم، وجمعه :
وِلْدَانٌ، قال : يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً
[المزمل / ١٧] والوَلِيدَةُ مختصّة بالإماء في عامّة كلامهم، واللِّدَةُ مختصّةٌ بالتِّرْبِ، يقال : فلانٌ لِدَةُ فلانٍ، وتِرْبُهُ، ونقصانه الواو، لأنّ أصله وِلْدَةٌ.
(١) انظر : المجمل ٤ / ٩٣٧، واللسان (ولج).
(٢) هذا في حديث الزبير أنه كان يوكي بين الصفا والمروة سعيا.
فسّره المؤلف بتفسير، وله تفسير آخر : أنه لا يتكلم، كأنه أوكى فاه فلم ينطق. انظر : النهاية ٥ / ٢٢٣، وغريب الحديث ٤ / ٨. [.....]