المفردات في غريب القرآن، ص : ٨٨٤
وتَوَلُّدُ الشيءِ من الشيء : حصوله عنه بسبب من الأسباب، وجمعُ الوَلَدِ أَوْلادٌ. قال تعالى : أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن / ١٥]، إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ [التغابن / ١٤] فجعل كلّهم فتنة وبعضهم عدوّا. وقيل :
الوُلْدُ جمعُ وَلَدٍ نحو : أُسْدٍ وأَسَدٍ، ويجوز أن يكون واحدا نحو : بُخْلٍ وبَخَلٍ، وعُرْبٍ وعَرَبٍ، وروي :(وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ) «١» وقرئ : مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ
[نوح / ٢١] «٢».
ولق
الوَلْقُ : الإسراع، ويقال : وَلَقَ الرجلُ يَلِقُ كذب، وقرئ : إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
[النور / ١٥] «٣» أي : تسرعون الكذب، من قولهم :
جاءت الإبل تَلِقُ، والأَوْلَقُ : من فيه جنون وهَوَجٌ، ورجلٌ مَأْلُوقٌ ومُؤْلَقٌ، وناقةٌ وَلْقَى :
سريعة، والوَلِيقَةُ : طعامٌ يتّخذ من السَّمْن، والوَلَقُ : أَخَفُّ الطّعنِ.
وهب
الهِبَةُ : أن تجعل ملكك لغيرك بغير عوض.
يقال : وَهَبْتُهُ هِبَةً ومَوْهِبَةً ومَوْهِباً. قال تعالى :
وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ
[الأنعام / ٨٤]، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ
[إبراهيم / ٣٩]، إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
[مريم / ١٩]، فنَسَبَ المَلَكُ إلى نفسه الهِبَةَ لمّا كان سببا في إيصاله إليها، وقد قرئ : لِيَهَبَ لَكِ «٤» فنسب إلى اللّه تعالى، فهذا على الحقيقة، والأوّل على التّوسّع. وقال تعالى : فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً
[الشعراء / ٢١]، وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ [ص / ٣٠]، وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ [ص / ٤٣]، وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا [مريم / ٥٣]، فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي
[مريم / ٥]، رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
[الفرقان / ٧٤]، هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً [آل عمران / ٨]، هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص / ٣٥]، ويوصف اللّه تعالى بِالْوَاهِبِ والوَهَّابِ «٥» بمعنى :
أنه يعطي كلًّا على استحقاقه، وقوله : إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها
[الأحزاب / ٥٠]. والِاتِّهَابُ :
(١) وهذا من أمثال العرب. انظر : مجمع الأمثال ٢ / ٣٦٣، والبصائر ٥ / ٢٧٨، وتهذيب إصلاح المنطق ١ / ١٢٥ يعني : من ولدته، وليس هو حديثا كما ظنّه المؤلف.
(٢) وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. الإتحاف ص ٤٢٤.
(٣) وهي قراءة شاذة قرأت بها عائشة.
(٤) وبها قرأ قالون بخلف عنه، وورش وأبو عمرو ويعقوب. الإتحاف ص ٢٩٨.
(٥) انظر : الأسماء والصفات ص ٩٧.