ج ١، ص : ٣٨
أن ذكاة الجنين مثل ذكاة الأم فإنه عند ذلك لا يكون جنينا، وإذا تم خرج حيا وفيه حياة مستقرة، فلا يخفى حكم الذكاة، فلا يكون في ذكره فائدة..
وقد روى مجالد عن أبي الوداك، عن أبي سعيد أن النبي عليه السلام سئل عن الجنين يخرج ميتا فقال :
«إن شئتم فكلوه، فإن ذكاته ذكاة أمه» «١».
وأما مالك فإنه ذهب إلى ما روى في حديث سليمان بن عمران عن ابن البراء، عن أبيه، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قضى في أجنة الأنعام بأن ذكاتها ذكاة أمها إذا أشعرت.
وروى الزهري عن ابن كعب بن مالك قال : كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقولون :
(إذا أشعر الجنين فإن ذكاته ذكاة أمه»..
والشافعي يقول :«نحن نقول بهما جميعا، إلا أن ذكر الإشعار كان تنبيها على مثله في الذي هو أولى بكونه جزءا من الأم».
واقتضى عموم تحريم الميتة المنع من دبغ جلدها، لو لا الخبر المخصّص «٢» واقتضى ظاهر الآية أيضا تحريم الانتفاع بدهن الميتة، وروى فيه محمد ابن إسحاق، عن عطاء، عن جابر قال :
(١) رواه جماعة من الثقات عن يحيى بن سعيد ولم يذكروا فيه أنه خرج ميتا.
(٢) روى مالك بسنده عن عبد اللّه بن عباس أنه قال :«مر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بشاة ميتة كان أعطاها مولاة لميمونة زوج النبي صلّى اللّه عليه وسلم فقال : أفلا انتفعتم بجلدها؟ فقالوا : يا رسول اللّه، انها ميتة، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :
انما حرم أكلها» ورواه البخاري في الزكاة ومسلم وشرح النووي (كتاب الحيض) وفي رواية لمسلم : إذا دبغ الإهاب فقد طهر.