ج ١، ص : ٧٢
وقوله (فَتابَ عَلَيْكُمْ) يحتمل معنيين :
أحدهما : قبول التوبة من خيانتهم لأنفسهم.
والآخر التخفيف عنهم بالرخصة والإباحة، كقوله تعالى :(عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ) «١».
(وَعَفا عَنْكُمْ) : يعني خفف عنكم.
وذكر عقيب قتل الخطأ :(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ) «٢» يعني تخفيفا، لأن قاتل الخطأ لم يفعل شيئا يلزمه التوبة منه.
وقال اللّه تعالى :(لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) «٣»، وإن لم يكن من النبي عليه السلام ما يوجب التوبة منه..
وقوله :(وَعَفا عَنْكُمْ).
يحتمل العفو عن المذنب، ويحتمل التوسعة والتسهيل كقول النبي عليه السلام :«أول الوقت رضوان اللّه، وآخره عفو اللّه» «٤»، يعني تسهيله وتوسعته..
قوله :(حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) (١٨٧)، كان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه خيطا أبيض وخيطا أسود، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا، قال :
فذكر سهل بن سعد الساعدي - وهو راوي الحديث - أنهم كانوا على

__
(١) سورة المزمل آية ٢٠.
(٢) سورة النساء آية ٩٢. [.....]
(٣) سورة التوبة آية ١١٧.
(٤) تقدم تخريجه، وليس بثابت.


الصفحة التالية
Icon