ج ٣، ص : ٨١
قوله تعالى :(وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) «١»، يدل على جريان القصاص في العين وضوئها، وتعلق ابن شبرمة بعموم قوله :(النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ)، على أن اليمنى تفقأ باليسرى، وكذلك بالعكس، وأجرى ذلك في اليد اليمنى واليسرى، وقالوا تؤخذ الثنية بالضرس، والضرس بالثنية لعموم قوله : السن بالسن.
والذين خالفوه وهم علماء الأمة قالوا : العين اليمنى هي المأخوذة باليمنى عند وجودها، ولا يتجاوز ذلك إلى اليسرى مع الرضا، وذلك بين لنا أن المراد بقوله تعالى :(الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ)، استيفاء ما يماثله مما يقابله من الجاني، فلا يجوز أن يتعدى إلى غيره، كما لا يجوز أن يتعدى من الرجل إلى اليد في الأحوال كلها، وهذا لا ريب فيه.
قوله تعالى :(وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) «٢»، يدل على بطلان قول من قوم الخمر بناء على أهواء الكفار، ولا يدل على أن الكفار لا يحلفون في بيعهم إذا أردنا تغليظ اليمين عليهم، لأنا في ذلك لا نتبع أهواءهم، لأن إتباع أهوائهم فيما ينفعهم وهذا يضرهم، فهو ضد إتباع أهوائهم، إنما المقصود به المبالغة في انزجارهم عن اليمين الكاذبة، إحياء لحق امرئ مسلم.
قوله تعالى :(لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) «٣»، يدل على عدم التعلق بشرائع الأولين.
قوله تعالى :(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) «٤»، يدل على أن تقديم الواجبات
(١) سورة المائدة آية ٤٥.
(٢) سورة المائدة آية ٤٩.
(٣) سورة المائدة آية ٤٨.
(٤) سورة المائدة آية ٤٨.