ج ٤، ص : ٢٢٦
فسمى جميع من تضمنه منزله من أهله.
وقوله عليه السلام ان ابني من أهلي : الذين وعدتني أن تنجيهم، فأخبر اللّه تعالى أنه ليس من أهلك الذي وعدت أن أنجيهم.
وقد قيل : إنه لم يكن ابنه حقيقة، وظاهر القرآن يدل على خلافه «١».
وفيه دليل على أن حكم الاتفاق في الدين أقوى من النسب.
قوله تعالى :(وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها)، الآية/ ٦١.
يدل على وجوب عمارة الأرض، فإن الاستعمار طلب العمارة، والطلب المطلق من اللّه تعالى للوجوب.
قوله :(قالُوا سَلاماً)، الآية/ ٦٩.
يدل على أن السلام الذي هو تحية الإسلام، كان تحية الملائكة «٢».
قوله تعالى :(إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ)، الآية/ ٧٠.
ثم ساق الكلام، إلى أن قال :(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)، الآية/ ٧٤ - حين قالوا :(إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ)، الآية ٧٠، لنهلكهم.
وقوله :(قالَ : إِنَّ فِيها لُوطاً - قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها) «٣» :
وذلك يحتج به من يجوز تأخير البيان إلى وقت الحاجة، لأن الملائكة أخبرت إبراهيم أنها تهلك قوم لوط، ولم تبين المنجين منهم، ومع ذلك إبراهيم عليه السلام جادلهم وقال : أتهلكونهم وفيهم كذا وكذا من المسلمين،
(١) أنظر ما ذكره الامام الفخر الرازي حول هذه المسألة.
(٢) أنظر تفسير الفخر، وابن كثير، والطبري لسورة هود آية ٦٩
(٣) سورة العنكبوت آية ٣٢.