ج ٤، ص : ٣٤٦
إذ لو لم يكن مستحقا واجبا ما كان للتخير معنى، فإذا تبين أن ذلك طريق خلاصهن، فوجوب الفراق لا محالة يقتضي بتخييره، فإن النكاح صار مستحق الرفع وهذا بين «١».
قوله تعالى :(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)، الآية/ ٣٠.
فيه وجهان، أحدهما : أن تضعيف عذابهن لتضاعف نعم اللّه تعالى عليهن، ولذلك قال :
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)، الآية/ ٣٤.
وهذا لا نقطع به، فإن مصاحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، يجوز أن تكون سببا في تخفيف العقوبة عنهن والتجاوز عن سيئاتهن، فالحق هو الوجه الثاني، وهو عظم الضرر في جرأتهن بإيذاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، فكانت العقوبة على قدر عظم الجريمة في إيذاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، وقال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) «٢».
قوله تعالى :(فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ)، الآية/ ٣٢.
يريد تليينا للقول يطمع أهل الريب.
وفيه دليل على أن الأحسن بالمرأة أن لا ترفع صوتها بحيث يسمعها الرجال.
وقوله تعالى :(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، الآية/ ٣٣.
(١) أنظر محاسن التأويل.
(٢) سورة الأحزاب آية ٥٧.