مجاز القرآن، المقدمة، ص : ١٧
فأثار الفراء (- ٢١١) الذي تمنى أن يضرب أبا عبيدة لمسلكه فى تفسير القرآن «١»، وأغضب الأصمعىّ «٢»، ورأى أبو حاتم أنه لا تحل كتابة «المجاز» ولا قراءته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيّره «٣»، وكذلك كان موقف الزجاج، والنحاس، والأزهريّ منه.
وقد عنى بنقد أبى عبيدة على بن حمزة البصري المتوفى سنة ٣٧٥ فى كتابه :
«التنبيهات على أغاليط الرواة»، ولكن القسم الخاص بنقد أبى عبيدة غير موجود فى نسخة القاهرة «٤». ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عن قيمة هذا النقد.
على أن «مجاز القرآن» على الرغم من الذي سدد إليه من نقد ظل بين الدارسين مرجعا أصيلا طوال العصور فقد اعتمد عليه ابن قتيبة (- ٢٧٦) فى كتابيه «المشكل» و«الغريب»، والبخاري (- ٢٥٥) فى «الصحيح»، ويحتاج الأمر فى استفادة البخاري خاصة من مجاز القرآن إلى بيان وتفصيل أرجأت القول فيه إلى مكان آخر حيث اختصصته بدرس مفصل، وكذلك اعتمد عليه الطبري (- ٣١٠) فى تفسيره وأكثر من مناقشته ومقارنة رأيه بآراء أهل التأويل والعلم، وقد ذكرت فى حواشى «المجاز» اعتراضاته على أبى عبيدة، واستفاد منه أبو عبد اللّه اليزيدي (- ٣١١) «٥»، والزجاج (- ٣١١) فى معانيه، وابن دريد (- ٣٢١) فى «الجمهرة» وأبو بكر السجستاني (- ٣٣٠) فى «غريبه» وابن النحاس (- ٣٣٣) فى معانى القرآن، والأزهرى (- ٣٧٠) فى التهذيب وأبو على الفارسي فى الحجة (- ٣٧٧)، والجوهري (- ٣٩١) فى الصحاح وأبو عبيد الهروي (- ٤٠٢) فى الغريبين، وابن برى (- ٥٨٢) فى حواشى الصحاح وغيرهم من المتقدمين، ومن أهم من استفاد من كتاب المجاز من المتأخرين ابن حجر العسقلاني فى «فتح الباري».
حول اسم مجاز القرآن
ذكر ابن النديم كتبا لأبى عبيدة تتصل بالقرآن :«مجاز القرآن»،
(١) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٥٥.
(٢) مختار أخبار النحويين ١١١ ب- ١١٣ ا.
أخبار النحويين ٦١- ٦٢.
(٣) الزبيدي ص ١٢٥- ١٢٦.
(٤) الفهرس الجديد ٢/ ٩.
(٥) فى كتابه «غريب القرآن»، ومنه نسخة محفوظة فى مكتبة كوپريلى رقم ٢٠٥.
مجاز القرآن، ج ١، ص : ١٥
و من مجاز ما جاء على ثلاثة ألفاظ فأعملت فيه
م السلام... إلخ.