مجاز القرآن، ج ١، ص : ٢٧٣
... إنى غداة إذ ولم أشعر خليف «١»
أي ولم أشعر أنى محلف، من قولهم : أخلفت الموعد. ومجاز «آيات» مجاز أعلام «٢» الكتاب وعجائبه، وآياته أيضا : فواصله، والعرب يخاطبون بلفظ الغائب وهم يعنون الشاهد، وفى آية أخرى :«الم ذلِكَ الْكِتابُ» (٢/ ١) مجازه : هذا القرآن، قال عنترة :
شطّت مزار العاشقين فأصبحت عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم (١٧)
«قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (٢) مجازه : سابقة صدق عند ربهم، ويقال :
له قدم فى الإسلام وفى الجاهلية.
«ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» (٣) مجازه : ظهر على العرش وعلا عليه، ويقال : استويت على ظهر الفرس، وعلى ظهر البيت.
«إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا» (٤) وعد اللّه : منصوب لأنه مصدر فى موضع «وَعْدَ اللَّهِ»، وإذا كان المصدر فى موضع فعل، نصبوه كقول كعب :
تسعى الوشاة جنابيها وقيلهم إنّك يا ابن أبى سلمى لمقتول (١٤٧)

__
(١) : ديوان الهذليين ١/ ٩٩ واللسان (خلف) على اختلاف فى روايتهما
(٢) «أعلام» : وفى البخاري : يقال : تلك آيات، يعنى هذه أعلام القرآن، ومثله :«حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بهم» المعنى : بكم، قال ابن حجر :
وقع لغير أبى ذر وسيأنى للجميع فى التوحيد وقائل ذلك هو أبو عبيدة ابن المثنى (فتح الباري ٨/ ٢٦١). [.....]


الصفحة التالية
Icon