مجاز القرآن، ج ١، ص : ٣٦٢
«وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (٦٦) يذكّر ويؤنث، وقال آخرون : المعنى على النّعم لأن النعم يذكر ويؤنث، قال :
أ كلّ عام نعم تحوونه يلقحه قوم وتنتجونه «١»
أربابه نوكى ولا يحمونه
و العرب قد تظهر الشيء ثم تخبر عن بعض ما هو بسببه وإن لم يظهروه كقوله :
قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة وللسّبع أزكى من ثلاث وأكثر (٢٦٨)
قال أنتم ثلاثة أحياء ثم قال : من ثلاث، فذهب به إلى القبائل وفى آية أخرى :«وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ» (١٦/ ٩) «٢» أي من السبل سبيل جائر.

__
(١) : الرجز لقيس بن الحصين الحارثي والشطر الأول والثاني فى الكتاب ١/ ٥٣، والطبري ١٤/ ٨١، والشنتمرى ١/ ٦٥، وفتح الباري ٨/ ٢٩٢، والعيني ١/ ٥٢٩، والخزانة ١/ ١٩٦، والثالث فى شواهد الكشاف ٣١٧.
(٢) «و إن لكم... جائر» : وفى البخاري : الأنعام لعبرة، وهى تؤنث وتذكر وكذلك النعم الأنعام جماعة النعم. وروى ابن حجر (٨/ ٢٩٢) تفسير أبى عبيدة هذا وقال : وأنكر تأنيث النعم وقال : إنما يقال هذا نعم، ويجمع على نعمان بضم أوله مثل حمل وحملان، انتهى.


الصفحة التالية
Icon