مجاز القرآن، ج ١، ص : ٥٨
«حَنِيفاً» (١٣٥) : الحنيف فى الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفا لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا : نحن حنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والختان والحنيف اليوم : المسلم. «١»
[قال ذو الرمة :
إذا خالف الظّل العشىّ رأيته حنيفا ومن قرن الضّحى يتنصّر «٢»
يعنى الحرباء].
«فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ» (١٣٧)، مصدر شاققته وهو المشاقّة أيضا، [و شاقّه : باينه، قال النابغة الجعدىّ :
و كان إليها كالذى اصطاد بكرها شقاقا وبغضا او أطمّ وأهجرا] «٣»

__
(١) «حنيفا... المسلم» : قد روى صاحب اللسان (حنف) هذا الكلام عن أبى عبيدة باختلاف يسير.
(٢) ديوانه ٢٢٩- والاضداد للانبارى ١٣١ والاقتضاب ٣٩٣ والقرطبي ٢/ ١٤٠ واللسان (حول)
. (٣) البيت فى كتاب المعاني الكبير ٧٠٠ والاقتضاب ١٤١، وهو فى وصف بقرة أكل السبع ولدها فلما يئست منه عرض لها ثور فرد ليس معه أزواج فأرادها ففرت عنه لما كانت فيه من الحزن على ولدها وكان عندها فى كراهتها إياه كالذى اصطاد ولدها وكانت له أشد بغضا، عن الاقتضاب.


الصفحة التالية
Icon