مجاز القرآن، ج ٢، ص : ١١٧
و مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك : ولو كنت تقرأ الكتاب وتخطّه لارتاب المبطلون..
«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً» (٥٨) مجازه : لننزلنهم، وهو من قولهم :
«اللهم بوّئنا مبوّأ صدق»..
«وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا» (٦٠) مجازه : وكم من دابة، ومجاز الدابة : أن كل شىء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم..
«الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ» (٦٤) مجازه : الدار الآخرة هى الحيوان، واللام تزاد للتوكيد، قال الشاعر :
أمّ الحليس لعجوز شهربه ترضى من اللحم يعظم الرّقبه
(٢٥٥) ومجاز الحيوان والحياة واحد، ومنه قولهم : نهر الحيوان أي نهر الحياة، ويقال :
حييت حيا على تقدير : عييت عيّا فهو مصدر، والحيوان والحياة اسمان منه «١» فيما تقول العرب، قال العجّاج :
و قد ترى إذ الحياة حىّ
«٢» [٦٩١] أي الحياة.

__
(١).- ١٠- ١١ «الحيوان.. أسمان منه» : قال البخاري فى تفسير كلمة «الحيوان» : وقال غيره الحيوان والحي واحد وقال ابن حجر : وهو قول أبى عبيدة قال الحيوان.. اسمان (فتح الباري ٨/ ٣٩٢ ٣٩٣) وقال القرطبي (١٣/ ٣٦ :
وزعم أبو عبيدة أن الحيوان واحد كما قال الراجز وغيره يقول إن الحي جمع على مفعول مثل عصى.
(٢).- ٦٩١ : ديوانه ص ٦٧ واللسان (دعقل) والقرطبي ١٣/ ٣١٢ وشواهد المغني ص ١٨.


الصفحة التالية
Icon