مجاز القرآن، ج ٢، ص : ١٦
«فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى » (٧) يعنى والخفىّ الذي حدّثت به نفسك ولم تسرّه إلى أحد، وقد بوضع «افعل» فى موضع الفاعل ونحوه، قال :
تمنّى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
«١» [٥٣١] وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير يعلم السّرّ وأخفى من السّر.
«بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» (١٢) يكسر أوله قوم وبضمه قوم كمجاز قوله :
ألا يا سلمى يا هند هند بنى بدر وإن كان حيانا عدى آخر الدّهر
«٢» [٥٣٢] وعدى ومن جعل طوى اسم أرض لم ينوّن فيه لأنه مؤنث لا ينصرف ومن جعله اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، ومن جعله مصدرا بمعنى «نودى مرّتين» صرفه كقولك : ناديته ثنى وطوى، قال عدىّ بن زيد :
أ عازل أن الّلوم فى غير كنهه علىّ ثنى من غيّك المتردد
«٣» [٥٣٣] ويقول قوم : علىّ ثنى أي مرة :
«أَكادُ أُخْفِيها» (١٥) له موضعان موضع كتمان وموضع إظهار كسائر حروف الأضداد أنشدنى أبو الخطّاب قول امرئ القيس بن عابس الكندي عن أهله فى بلده.

__
(١).- ٥٣١ : أنشده أبو عبيدة فى مواضع ونسبه مرة إلى طرفة ولم أجده فى ديوانه وهو فى الطبري ١٦/ ٩٣، ٢١/ ٢٢ وفى القرطبي، ١/ ٢١ والتاج (وحد).
(٢).- ٥٣٢ : مطلع قصيدة طويلة فى ديوان الأخطل ص ١٢٨ وهو فى الطبري ١٩/ ٨٤ واللسان (عدا). [.....]
(٣).- ٥٣٣ : فى الطبري ١٦/ ٩٦ والتاج (ثنى).


الصفحة التالية
Icon