مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٣٨
«كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (٣٣) الفلك : القطب الذي تدور به النجوم «١» قال :
باتت تناصى الفلك الدوارا حتى الصباح تعمل الاقتارا
«٢» [٥٧٨].
«يَسْبَحُونَ» أي يجرون، و«كُلٌّ» تقع صفته وخبره وفعله على لفظ الواحد لأن لفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع لأن معناه معنى الجميع وكذلك «كلاهما» قال الشاعر «٣» :
أن المنيّة والحتوف كلاهما يوفى المخارم يرقبان سوادى
(٥٧٦) قال «يوفى» على لفظ الواحد ثم عاد إلى المعنى فجعله اثنين فقال : يرقبان سوادى، ومعنى كل المستعمل يقع أيضا على الآدميين فجاء هنا فى غير جنس الآدميين والعرب قد تفعل ذلك قال النّابغة الجعدىّ :
تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
(٣١٠) وفى رواية أخرى «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» (٢١/ ٦٥) وفى آية أخرى «وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (١٢/ ٤) وفى آية أخرى.
«يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ» (٢٧/ ١٨)..
«خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ» (٣٧) مجازه مجاز خلق العجل من الإنسان

__
(١).- ١ «الفلك... النجوم» : قال الطبري (١٧/ ١٥) وقال آخرون هو القطب...
واستشهد قائل هذا القول لقوله هذا بقول الراجز.
(٢).- ٥٧٨ : فى الطبري ١٧/ ١٦.
(٣).- ٥ «الشاعر» هو الأسود بن يعفر.


الصفحة التالية
Icon