مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٥٨
و الفلك هاهنا السفينة وقد يقع على الواحد والجميع بلفظ واحد..
«فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» (٢٨) مرفوع لأنه حكاية يأمره أن يلفظ بهذا اللفظ ولم يعملوا فيه «قل خيرا» فينصبونه..
«وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» (٣٣) مجازه وسعنا عليهم «١» فأترفوا فيها وبغوا وبطروا فكفروا وأعجبوا قال العجّاج :
«و قد أرانى بالديار مترفا
«٢»
[٦٢٦].
«عَمَّا قَلِيلٍ» (٤٠) مجازه عن قليل وما من حروف الزوائد فلذلك جروه وفى آية أخرى «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها» (٢/ ٢٦) والعرب قد تفعل ذلك، قال النّابغة :
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا ونصفه فقد
(٤٢) ويقال فى المثل : ليت ما من العشب خوصة»

__
(١).- ٤ «وسعنا عليهم» : أخذ البخاري تفسير أبى عبيدة هذا وأشار إليه ابن حجر بقوله :
و هو تفسير أبى عبيدة قال فى قوله تعالى :«و أترفناهم... وسعنا عليهم... إلخ» (فتح الباري ٨/ ٣٣٦).
(٢).- ٦٢٦ : ديوانه ٨٢.
(٣).- ١١ «ليت... خوصة» : لقد مر تخريج هذا المثل.


الصفحة التالية
Icon