مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٥٩
«فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً «١»» (٤١) وهو ما أشبه الزبد وما ارتفع على السيل وما أشبه ذلك مما لا ينتفع به فى شىء.
«ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا» (٤٤) أي بعضهم فى أثر بعض ومنه قولهم :
جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينوّن فيها لأنها تفعّل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسما ومن جعله اسما فى موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه..
«وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ» (٤٤) أي يتمثّل بهم فى الشر ولا يقال فى الخير :
جعلته حديثا.
«لَنا عابِدُونَ» (٤٧) أي داينون مطيعون، وكل من دان الملك فهو عابد له ومنه سمى أهل الخيرة العبّاد..
«وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ» (٥٠) تقديره أفعلنا وأوى هو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضمّ أولها ويكسر وهى النّجوة من الأرض ومنها قولهم :
فلان فى ربوة من قومه، أي عزّ وشرف وعدد..
«ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ» (٥٠) أي تلك الربوة لها ساحة وسعة أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم.
(١).- ١ «غثاء» أخذ البخاري تفسير هذه الآية لأبى عبيدة وأشار إليه ابن حجر وروى روايتين أخريين له أيضا (فتح الباري ٨/ ٣٣٨).