مجاز القرآن، ج ٢، ص : ٧٩
فديت بنفسه نفسى ومالى وما آلوك إلا ما أطيق
«١» [٦٢٣] وقال :
يا ابن رفيع هل لها من غبق ما شربت بعد ركىّ العرق
(٤٠٨) من قطرة غير النجاء الدفق.
«الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما» (٥٩) والسموات جميع فجاءت على تقدير الواحد والعرب إذا جمعوا جميع موات ثم أشركوا بينه وبين واحد جعلوا خبر جميع الجميع المشرك بالواحد على تقدير خبر الواحد قال :
ان المنيّة والحتوف كلاهما توفى المخارم ترقبان سوادى
(٥٧٦) وكذلك الجميع مع الجميع قال القطامىّ :
ألم يحزنك ان حبال قيس وتغلب قد تباينتا انقطاعا
(٥٧٧) أي وحبال تغلب..
«وَجَعَلَ فِيها سِراجاً» (٦١) أي شمسا وضياء.
و«جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً» (٦٢) أي يجىء الليل بعد النهار ويجىء النهار بعد الليل يخلف منه وجعلهما خلفة وهما اثنان لأن الخلفة مصدر فلفظه من الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث واحد وقال الشاعر :
و لها بالماطرون إذا أكل النّمل الذي جمعا «٢» [٦٢٤]
خلفة حتى إذا ارتبعت سكنت من جلّق بيعا

__
(١).- ٦٢٣ : البيت فى ديوان عروة بن الورد ٢٠٥ والطبري ٢٠/ ٦٥ وشواهد المغني ص ٣٢٨.
(٢).- ٦٢٤ : فى الكامل للمبرد ٢١٨ والطبري ١٩/ ١٩ والجمهرة ٢/ ٢٣٨ والقرطبي ١٣/ ٦٦، وانظر ما تقدم من الخلاف فى عزو البيت فى رقم ٢٣٢.


الصفحة التالية
Icon