ج ١، ص : ٤١٥
يا أيها الذين آمنوا باللّه وصدقوا رسوله : إذا سافرتم في سبيل اللّه، ولإعلاء كلمته فالواجب عليكم أن تتمهلوا في الحكم على من يقابلكم، وتتبينوا جلية الأمر. هل هو مؤمن يظهر عليه علامة الإيمان من التهليل والتكبير وإلقاء تحية الإسلام ؟ فمتى ظهر عليه شيء من ذلك، فلا تتعرضوا له أصلا فأنتم مأمورون بالحكم بالظاهر، واللّه يتولى السرائر، وليس لكم أن تقولوا : قال هذا تعوذا منا ليفر بنفسه وليس مؤمنا فاللّه أعلم به، تبتغون بذلك عرض الدنيا الفاني وحطامها الزائل من الغنيمة التي معه، فعند اللّه أرزاق ونعم كثيرة لا تحصى، وله خزائن السموات والأرض، فلا يصح منكم ولا يليق بكم أن تفعلوا هذا الفعل وتتسرعوا في الحكم، على أنكم كنتم هكذا من قبل، آمنتم سرا ثم أظهرتم الإسلام علنا فقبلتم في عداد المؤمنين وصرتم آمنين مطمئنين، إن اللّه كان بما تعملون خبيرا وبصيرا سيجازيكم على نواياكم فاحذروه وخافوا عقابه.
الجهاد في سبيل اللّه وفضله [سورة النساء (٤) : الآيات ٩٥ الى ٩٦]
لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥) دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (٩٦)
المفردات :
الضَّرَرِ : المرض والعلة كالعمى والعرج. الْحُسْنى : هي الجنة.
المعنى :
لا يستوي القاعدون عن الجهاد بأموالهم بخلا بها، وحرصا عليها، وضنّا بها عن