ج ١، ص : ٤٩٤
ولقد أخذ اللّه ميثاق الذين أتوا الكتاب من النصارى، فنسوا حظا عظيما مما ذكروا به ولذلك كان جزاؤهم أن اللّه ألزمهم العداوة والبغضاء حتى صارت صفة لازمة لهم لاصقة بهم إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم اللّه بما كانوا يصنعون.
والمنصف للتاريخ يعرف أن المسيح توفى، ولم يكن هناك إنجيل مكتوب، وقد اضطهد اليهود أتباعه وتلاميذه وشردوهم حتى قتلوا أكثرهم فلما هدأت الأحوال ودخل الملك قسطنطين الديانة المسيحية أخذوا يكتبون الأناجيل، ولذلك كانت كثيرة ومختلفة ومتباينة.
وسوف ينبئهم اللّه بما كانوا يصنعون في الدنيا، ويجازيهم عليه حتما.
القرآن وما يخفيه أهل الكتاب [سورة المائدة (٥) : الآيات ١٥ الى ١٦]
يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٦)
المعنى :
يا أهل الكتاب. قد جاءكم محمد صلّى اللّه عليه وسلّم مؤيدا بمعجزة القرآن المعجزة الباقية الخالدة، فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. هذا النبي قد بين لكم كثيرا من الأحكام والآيات التي كنتم تخفونها عن العوام،
فقد روى أن هذه الآية نزلت حينما كتموا