ج ١، ص : ٦١١
فلما نسوا ما ذكروا به وأعرضوا عما أنذروا به، فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ناحية ومتعناهم بالحياة الدنيا استدراجا وإملاء نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم أخذ عزيز مقتدر، بلا إنذار ولا استئذان أخذناهم بغتة فإذا هم متحسرون يائسون من رحمة اللّه فقطع دابر القوم عن آخره حتى لم يبق منهم أحد، والحمد للّه رب العالمين، وفي هذا إشارة إلى أن إبادة القوم المفسدين نعمة من اللّه رب العالمين. وأن في الضراء والسراء عبرة وعظة للناس، وإنما يتذكر أولو الألباب.
من أدلة التوحيد أيضا [سورة الأنعام (٦) : الآيات ٤٦ الى ٤٩]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (٤٧) وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٤٨) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩)
المفردات :
نُصَرِّفُ الْآياتِ : نقلبها ونكررها على وجوه مختلفة. يَصْدِفُونَ :
يعرضون عن ذلك. يَمَسُّهُمُ المس : اللمس باليد بما يسيء غالبا من ضر أو شر.
المعنى :
قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أخبرونى ماذا أنتم فاعلون ؟ ! إن أخذ اللّه سمعكم،


الصفحة التالية
Icon