ج ١، ص : ٦٤٦
من كذبهم على اللّه والرد عليهم [سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٠٠ الى ١٠٣]
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (١٠٠) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ (١٠١) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ وَكِيلٌ (١٠٢) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٠٣)
المفردات :
خَرَقُوا خلق، وخرق، واخترق، كلها بمعنى واحد، قال الراغب : الخلق :
فعل الشيء بتدبير ورفق، والخرق : قطع الشيء على سبيل الفساد. بَدِيعُ : مبدع على غير مثال سابق، ومنه البدعة، لأنه لا نظير لها. لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ الإدراك : اللحاق والوصول إلى الشيء.
المعنى :
أشرك الناس باللّه شركاء من دونه، وأقسم إبليس : لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين، وقد عبدوا الملائكة وقالوا : إنها بنات اللّه، وأطاعوا الشياطين في أمور الشرك باللّه، وقال المجوس : إن للخير إلها وللشر إلها هو إبليس وذلك قوله تعالى :
وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ واللّه وحده خلقهم وما يعبدون. فكيف يعبد سواه، واختلق بعض الناس بجهلهم وحماقتهم للّه بنين، وبنات، سبحانه وتعالى عما