ج ١، ص : ٨٦٢
المفردات :
وَلِيجَةً المراد : بطانة وصاحب سر، مأخوذ من الولوج وهو الدخول، وصاحبك يدخل في محيط أسرارك.
المعنى :
هذا كلام جديد غير السابق، فيه بيان حال جماعة المسلمين شأنهم في الجهاد الحق الذي يتوقف عليه تمحيصهم من ضعف الإيمان والهوادة فيه، بل أحسبتم أن تتركوا ولما يعلم اللّه الذين جاهدوا منكم بالأموال والأنفس ؟ ونفى علم اللّه دليل على عدم الوقوع والحصول ضرورة أن اللّه يعلم كل ما يحصل في الكون، جاهدوا ولم يتخذوا من الكفار أولياء من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين، لم يتخذوا وليجة وبطانة منهم، واللّه خبير بما تعملون فمجازيكم عليه، ومثل هذه الآية آية البقرة أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ والخلاصة : أنه تعالى شرع لعباده الجهاد وبين أن له فيه حكمة، وهي اختبار عبيده ليظهر من يطيعه ممن يعصيه وهو العالم بما كان وما سيكون.
عمارة المسجد للمسلمين لا للمشركين [سورة التوبة (٩) : الآيات ١٧ الى ١٨]
ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ (١٧) إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨)


الصفحة التالية
Icon