ج ١، ص : ٨٧٠
وعلى ذلك فمن أحب الآباء والأبناء والأزواج والمال أكثر من حب اللّه ورسوله والجهاد في سبيله فهو ناقص الإيمان يستحق هذا الوعيد الشديد ولينتظر الهلاك والدمار، وما كان الذين يحبون الأهل والعشيرة والمال والتجارة أكثر من حب اللّه ورسوله والجهاد في سبيله إلا من المنافقين الذين كانوا يثبطون المؤمنين عن الجهاد ويوحون لهم زخرف القول بالاعتراض على نبذ العهود، وإعلان الحرب على المشركين.
واللّه لا يهدى القوم الفاسقين الخارجين عن حدود الدين والعقل والحكمة.
وهل النصر إلا من عند اللّه ؟ [سورة التوبة (٩) : الآيات ٢٥ الى ٢٧]
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧)
المفردات :
مَواطِنَ : هي مواقع الحرب كبدر، والحديبية، ومكة. حُنَيْنٍ : واد بين مكة والطائف. رَحُبَتْ الرحب : الواسع. سَكِينَتَهُ : ما يسكنهم ويذهب خوفهم.


الصفحة التالية
Icon