ج ٢، ص : ٢١٨
المفردات :
تَغِيضُ الْأَرْحامُ تنقصه الأرحام في زمن أو جسم يقال : غاض الماء إذا جف ونقص الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ما غاب وما حضر مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ مستتر بالليل وقيل ظاهر فيه وَسارِبٌ بِالنَّهارِ سرب : ذهب، وسارب : ذاهب بالنهار، أى ظاهر فيه. وقيل : المراد متوار فيه فهو من الأضداد في اللغة مُعَقِّباتٌ جمع معقبة والتاء للمبالغة لا للتأنيث، والمراد ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار والٍ ناصر ينصرهم.
المناسبة :
يقول اللّه لنبيه : أنت منذر فقط، ولا عليك شيء بعد هذا ولكل قوم هاد ورسول، معه معجزاته المناسبة، المؤيدة له تبعا لعلم دقيق وحكم سامية إذ اللّه يعلم الغيب والشهادة إلخ.. الآيات.
وعلى الرأى الثاني في تفسير وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فقد أتى بهذه الآيات للإشارة إلى أن هذه قدرته وهذا علمه فهو وحده القادر على هدايتهم بأى شكل، وأما أنت فنذير فقط.
المعنى :
اللّه وحده هو الذي يعلم ما تحمله المرأة في بطنها أهو ذكر أم أنثى ؟ اللّه وحده يعلم الجنين في بطن أمه على أية كيفية يكون وضعه!! وفي أى وقت يكون مولده فالأشعة الحديثة لا تعلم إن كان الجنين ذكرا أم أنثى نعم أثبتت التجارب أن اللّه وحده هو الذي يعلم ذلك علما قطعيا لا شك فيه. وكثيرا ما قالوا : إن في بطن فلانة ذكرا ثم يكون أنثى! وصدق اللّه. اللّه يعلم ما تحمل كل أنثى ويعلم ما تنقصه الأرحام وما يزداد، والنقص والزيادة اللتان يعلمهما العالم البصير شاملان لكل نقص حسى أو معنوي وكذا الزيادة، وكل شيء عنده - تبارك وتعالى - بقدر قدره، وقضاء قضاه إِنَّا كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ وهذه الآية الكريمة تصف المولى - جل شأنه - بإحاطة