ج ٢، ص : ٤٢٩
فحملوهم فلما ركبا في السفينة فوجئوا بقلع لوح من السفينة فقال له موسى : ما هذا قوم حملونا بغير أجر تعمد إلى سفينتهم فتخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا عظيما في الجرم.
قال الخضر : ألم أقل إنك لن تستطيع صبرا على. قال موسى : لا تؤاخذني بنسياني، ولا تكلفني أمرا عسيرا على.
ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فقتله. فقال موسى : أتقتل نفسا زاكية طيبة لم تأثم بغير نفس، أى :
بغير قصاص لقد جئت شيئا منكرا. قال الخضر : ألم أقل لك إنك لن تستطيع صبرا على عملي وزيادة (لك) لزيادة التأنيب على عدم الصبر.
قال موسى : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني فقد أعذرتنى حيث خالفتك ثلاث مرات وهذا كلام النادم ندما شديدا.
فانطلقا حتى إذ أتيا أهل قرية وطلبوا منهم طعاما بأسلوب الضيافة فأبوا أن يعطوهما شيئا.
فوجدوا فيها جدارا، أثر السقوط فيه ظاهرة حتى أشبه إرادة السقوط بسرعة هذا الجدار قد أقامه الخضر وعدله قال موسى منكرا : لو شئت لاتخذت عليه أجرا يكفى لطعامنا.
قال الخضر : هذا الإنكار هو فراق اتصالنا ونهاية اجتماعنا وسأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا، وأخبرك بالواقع الذي دفعنى إلى العمل وإن خالفت الظاهر الذي تعرفه يا موسى.. ومن هذه القصة نفهم ما يجب أن يكون عليه المتعلم بالنسبة إلى أستاذه وكيف يسافر ويتأدب معه إلى آخر ما فيها