ج ٢، ص : ٤٨٤
الحد عُقْدَةً مِنْ لِسانِي العقدة اللكنة في اللسان وَزِيراً مأخوذ من الوزر لأن الوزير ملجأ الرئيس ومستشاره في الرأى أو من الوزير لأنه يحمل عن الرئيس بعض العبء أو من المآزرة لأنه يعينه في الحكم أَزْرِي أى : قوتي والمراد قوتي به.
المعنى :
قد أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى وقال إنى أنا ربك إلخ الآية ثم قال له : وما تلك بيمينك يا موسى ؟ ما هذه التي بيمينك يا موسى ؟ سأله عما في يمينه - وهو العالم بكل شيء - ليلفت نظره إلى العصا وحقيقتها، ليدرك عظمة اللّه وقوته حيث يقلبها إلى حية تسعى!! وفي هذا تربية لموسى حتى لا يستبعد على اللّه شيئا بعد ذلك.
قال موسى مجيبا لربه مطنبا في كلامه لأن المقام يقتضى من التطويل - ليتلذذ بخطاب الرب - سبحانه وتعالى - :
هي عصاي ثم أخذ يسرد بعض منافعها فقال : أعتمد عليها في سيرى، وأسقط الورق بها على غنمي، ولي بعد ذلك مآرب وحوائج أخرى فيها، وللعصا وفوائدها عقدت فصول في الأدب العربي ممتعة كالذي عقد في البيان والتبيين للجاحظ وغيره.
قال اللّه له : ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى على الأرض، وثعبان يلتهم الحجارة وكل شيء، وكأنها جان من شدة الحركة وسرعة المشي.
ولما رأى موسى ذلك الأمر العجيب الهائل ملكه الفزع، وتولاه ما يملك البشر من الخوف والجزع قال له ربه : يا موسى، أقبل عليها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى فأخذها ووضع يده بين فكيها فعادت كما كانت، واللّه على كل شيء قدير.
واضمم يا موسى يدك إلى جنبك. أدخل يدك فيه تخرج بيضاء كالشمس من غير برص بها - وكان - عليه السلام - رجلا جعدا طوالا - فأدخل موسى يده في جيبه ثم أخرجها بيضاء كالثلج ثم ردها في جيبه فعادت كما كانت على لونها.
فذلك برهانان من ربك لتعلم بهما قدرة اللّه وتصريفه للأمور، فعلنا هذا لنريك الآية الكبرى حالة كونها من آياتنا. وهل الآية الكبرى هي العصا أو اليد ؟ قولان


الصفحة التالية
Icon