ج ٢، ص : ٥٢٥
فهو اللّه لا إله إلا هو فاطر السموات والأرض. رب العرش، وسع كرسيه السموات والأرض تعالى اللّه عما يقولون علوا كبيرا.
بعض من يدعى الشريك للّه يرى أن في العالم نورا وظلمة، وخيرا وشرا وغير ذلك مما يشبهه ويقول : لا يمكن أن يصدر هذا من إله واحد. إذ يسأل عن الشر لم فعلته وأنت إله الخير ؟
فرد اللّه عليهم بقوله : إنما هو إله واحد يصدر عنه كل شيء في الوجود، وهو لا يسأل أبدا عن فعله لم فعلت ؟ ! والخلائق هي المسئولة عن أعمالها ومجزية عنها.
وإذا كان الرئيس الموثوق فيه لا يسأل عن عمله، مع أنه عرضة للخطأ لأنه مخلوق ضعيف، فكيف بالخالق - سبحانه وتعالى - ؟ ! أم اتخذوا من دون اللّه آلهة ؟ ! قل : هاتوا برهانكم ودليلكم على ذلك إن كنتم صادقين.
هاتوا برهانكم من جهة العقل، ولن تجدوا. أما من جهة النقل فلن تجدوا، هذا هو الكتاب المنزل على من معى، وهذا ذكر من قبلي أى الكتاب المنزل على من تقدمني من الأنبياء كموسى وعيسى وداود فعندكم القرآن الذي نزل علىّ، والتوراة التي نزلت على موسى، والإنجيل الذي نزل على عيسى والزبور الذي نزل على داود، هل في هذه الكتب حجة لكم على الشرك باللّه.
بل أكثرهم لا يعلمون فهم الجهلاء بأنفسهم وبما يدعون.
ذلك الكتاب المنزل عليكم هو الحق من عند ربكم فاسمعوا له وأطيعوا، وإلا فأنتم معرضون عنه، ومن أعرض عن ذكر اللّه فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى.
وها هي ذي خلاصة الرسالات السماوية من لدن آدم إلى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم جميعا، أنه لا إله إلا هو فاعبدوه وحده لا تشركوا به شيئا أبدا فهل لكم حجة عقلية أو نقلية في اتخاذ الآلهة من دون اللّه ؟ !! ثم بعد ذلك نفى اتخاذ الولد له - سبحانه - فإن الولد يشبه أباه في شيء ويخالفه


الصفحة التالية
Icon